رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حب السلطة لا رعاية الحب الرؤساء الحقيقيون أشبه بآباء يحتضنون الكل أبناء لهم، يقدمون حياتهم مبذولة من أجل الشعب، لكن متى اُنتزعت نعمة الله يتحول الرؤساء - حتى الدينيون - إلى متسلطين، لا همّ لهم سوى الدفاع عن مراكزهم وسلطانهم بتبريرات متنوعة تحت ستار الدفاع عن الحق وهيبة المراكز القيادية والقدرة على بتر الشر. هؤلاء يتحولون من آباء باذلين إلى أطفال صغار تسيطر عليهم "الأنا"، أو إلى ما هو أشبه بنساء (رمز للضعف الجسماني) يطلبون السيطرة، إذ يقول: "شعبي ظالموه أولاد، ونساء يتسلطن عليه. يا شعبي مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك" [12]. يرى بعض الدارسين أن هذا تحقق حرفيًا إذ تسلم بعض الصبيان الملك في يهوذا وقامت بعض النساء بأدوار خطيرة في تدبير الأمور. أما من الجانب الرمزي فالمرشدون هنا خاصة الكهنة والأنبياء تسلط عليهم روح التهور وحب السيطرة، فانحرفوا عن الحب الحقيقي والرعاية الأمينة. هؤلاء في نفاقهم يقولون للشرير أنت صِدّيق (أم 24: 24). وكما يقول الحكيم: "صار موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور" (جا 3: 16). وسط هذا الفساد خاصة من جانب القيادات يتدخل الله من أجل البسطاء في شعبه، فينتصب لمحاكمتهم بكونهم الكرامين الذين أكلوا الكرم عوض الاهتمام به، موبخًا إياهم هكذا: "ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم؛ ألا يرعى الرعاة الغنم؟! تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم" (حز 34: 2-3). يسلبون حقوق البائسين كما سلبت إيزابل حقل نابوت اليرزعيلي (1 مل 21)؛ يسحقون الشعب ويطحنون وجوه البائسين [15]. |
|