منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 07 - 2024, 07:40 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,857

يوسف الدمشقي | المدرسة البطريركية


يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة

المدرسة البطريركية

لا نعرف بالتدقيق من أنشأ ومتى نشأت المدرسة البطريركية في دمشق. الثابت أنها اقترنت في القرن التاسع عشر باسم الأب يوسف حتى صارت تعرف بمدرسته.

انتقل الخوري يوسف إلى المدرسة البطريركية سنة 1836 فضم اليها التلامذة الذين كان يقوم بتعليمهم في بيته (17). ولم يلبث أن طوّرها فعمد إلى توسيعها وجعل عليها وكلاء، واهتم بـ”النظارة” فيها، كما عيّن للمعلمين رواتب محدّدة. وما لبث أن اجتذب طلاب العلم من أرجاء سورية ولبنان.

كان الهمّ الأول للأب يوسف تثقيف عقول الناشئة من أبناء الرعية الأرثوذكسية “وترشيحهم للكهنوت واقتبال درجاته ليخدموا الرعية خدمة نافعة” (18). نفقات التعليم في المدرسة كان يغطيها المؤمنون والبطريركية (19a).

وكان طبيعياً، ضمن رؤية الأب يوسف للأمور، أن يتضاعف الاهتمام بدراسة اللاهوت في المدرسة. ففي العام 1852، في زمن البطريرك ايروثيوس (1850 – 1885)، بادر الخوري يوسف إلى افتتاح فرع عال للعلوم اللاهوتية، وفي نيته أن يجعله في مستوى أكاديمي رفيع يضاهي المعاهد اللاهوتية في العالم الأرثوذكسي (20). وقد انتظم في هذا المعهد اثنا عشر تلميذاً أصبحوا كلهم من أحبار الكنيسة الأنطاكية. لكن موت الشهادة في السنة 1860 قطع عليه إرساء الحلم على قواعد ثابتة راسخة توفر للمعهد ديمومته.

هذا وقد نفخ الخوري يوسف في تلامذته “روح سلام ونجاح لا مثيل لامتدادها – في نظر العارفين – إلا لكبار القدّيسين حتى إن تلك الروح المقدسة تجاوزت تلامذته وخريجيه إلى جميع المتقربين منهم والمتخرجين عليهم والمعاشرين لهم. وهؤلاء نقلوها إلى من اتصل بهم حتى كانت بمثابة سلسلة مرتبطة الحلقات. فذاعت تعاليمه وأثمرت تربيته صلاحاً” (21).

إلى ذلك يذكر أن الأب يوسف كان أحد الذين علّموا في مدرسة البلمند الاكليريكية في وقت من الأوقات (22)، بين العامين 1833 و 1840 .

خصال رجل الله

أولى ميزات الخوري والمعلم يوسف أنه كان فقيراً. بعض المصادر يذهب إلى حدّ القول أن خدمته للكنيسة كانت “بدون عوض” (23) أحد العلماء الروس المطلعين (19b) قال عنه انه لم يكن له دخل البتة لانصرافه إلى خدمة المدرسة، لكن نفقاته كان يحصّلها أولاده من شغل أيديهم (24).

في كل حال، لم يكن المال ليغريه البتة.

من أخباره أنه بعدما ذاع صيت مدرسته رغب إليه البطريرك الأورشليمي كيرللس الثاني (1845 – 1872) أن يدرّس العربية في مدرسة المصلبة الإكليريكية غربي القدس، فاعتذر، فعرض عليه راتباً شهرياً مغرياً، خمساً وعشرين ليرة (25)، بالإضافة إلى المسكن وايراد البطرشيل وتعويضات أخرى، فأبى رغم حاجته إلى المال. قال مشيراً إلى رعيته في دمشق: “إني دعيت لخدمة هذه الرعية دون سواها والذي دعاني يكفيني” (26).

وكان، إلى ذلك، حسن العبادة، حار الإيمان، صبوراً صبراً عظيماً19، صالحاً جداً، وديعاً، هادئاً (27)، متواضعاً، شفوقاً، دمثاً، يكره الكلام عن نفسه ويمجّ الافتخار حتى يخجل من مادحيه (28) ولا يعرف بما يجيبهم.

وكان حكيماً حليماً في رعايته يتحدّث بلغة الحكماء والعلماء فيفحمهم ويتكلم بلغة البسطاء فيقنعهم. من أخباره أن بعض الساذجين تركوا الكنيسة مرة لأمر تافه، فأشار إليه البطريرك مثوديوس أن يذهب في إثرهم ويسترجعهم. فلما أتى إليهم لم يبد أي استياء من عملهم، بل لاطفهم وعرض عليهم بعض الأيقونات الصغيرة التي كانت بحوزته فلمس قلوبهم وعاد وإياهم إلى الكنيسة خجلين نادمين (29).

كعلاّمة كان أستاذ المعلمين (30) وكوكب الشرق والعلاّمة العامل (31a). وقد شهد أهل زمانه من غير كنيسته أنه من أكبر علماء النصارى البارعين في وقته (32). “لم يكن أحد يقارنه في عصره، في الطائفة الأرثوذكسية، من أبناء العرب، في علمه ومعارفه إلاّ جرجي اليان” (33).

وكرجل كنيسة اعتبر لاهوتياً كبيراً وفخر الأرثوذكسية والشهيد في الكهنة وأنموذج التقوى والفضيلة (31b).

هكذا ارتسمت ملامح الخوري يوسف الدمشقي في زمانه: واحداً من رجال الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوسف الدمشقي | استشهاده
يوسف الدمشقي | يوسف كاهن
يوسف الدمشقي | ولادته ونشأته
القديس يوسف الدمشقي
دانييل رامز أول يوم فى المدرسة البطريركية 28/9/2013م


الساعة الآن 01:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024