صلّى يسوع لأجل ذاته: (17: 1-8) وصلّى من أجل وَحْدَة التَّلاميذ وفرَحهم وحفظهم من الشِّرير. صلّى يسوع من أجل وحدتهم لكي تعكس هذه الوَحْدَة وَحْدَة الآب والابن "لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد" (يوحنا 17: 11). وإن أعظم أمنيه يطلبها يسوع لتلاميذه هي أن يكونوا واحدًا. فقد أراد أن يكونوا متَّحدين كشهادة قوِّة لحقيقة مَحَبَّة الله. "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يوحنا 17: 22). وإن الوَحْدَة ضروريَّة حتى تُعلن عن طريقها للعاَلَم مَحَبَّة الآب، التي أظهرها تعالى ببذل ابنه الوحيد (يوحنا 3: 16) ولكي يُصبح كل البشر واحدًا في المسيح، كما يصرّح بولس الرَّسول "فنَصِلَ بِأَجمَعِنا إلى وَحدَةِ الإِيمانِ بِابنِ اللهِ" (أفسس 4: 13). إذ ذاك تتحقق أمنية يسوع السَّامية هذه "أيها الآب، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد" (يوحنا 17: 22).