رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بريّة سيناء كلمة "سيناء" مأخوذة عن الكلمة الأكاديّة "سين" إله القمر. ويُلاحَظ أن كلمة "سيناء" تُطلق بصورة أعم على بريّة سيناء، كما على جبل سيناء الذي يُسَمَّى أيضًا جبل حوريب. تبعد هذه البريّة المحيطة بالجبل عن قادش برنيع مسيرة "11" يومًا عن طريق جبل سعير (تث 1: 2). هذه البريّة متسعة تكفي أن يعسكر فيها الشعب عند سفح الجبل (خر 19: 2)، وهي ملاصقة للجبل، يمكن للجبل أن يلمسه الشعب (خر 19: 12)، ويمكن للمعسكر أن يرى قمته (خر 19: 16، 18، 20). على هذا الجبل استلم موسى الوصايا العشر وعند سفحه تم العهد بين الله وشعبه (خر 20: 1 - خر 24: 8). لم يذكر فيما بعد الكتاب أي زيارة لهذا الجبل سوى هروب إيليا إليه عندما هددته إيزابل الشريرة (1 مل 19: 8). هناك نظريات كثيرة بخصوص جبل سيناء، فالبعض يراه جبل سريال في وادي فيران، يرجع إلى عهد يوسابيوس المؤرخ، يمتاز بأنه جبل منعزل وعظيم جدًا، يبلغ ارتفاعه "6758" قدمًا، يُرى من مسافة بعيدة، لكن ليس حوله بريّة تتسع لمعسكر الشعب. أما الرأي الأخر فيرجع إلى جوستنيان، حيث يرى أن جبل موسى هو جبل سيناء وهو شديد الانحدار، في أسفله يوجد وادي الراحة الذي يبلغ مساحته حوالي أربعة أميال مربعة تكفي للمعسكر. لهذا الجبل أهميته العظمى فهو الجبل الذي تقدس بلقاء الله مع موسى على قمته ليهبه الوصايا العشر، وفيه وحوله نشأت عدة كنائس مسيحيّة، خاصة دير سانت كاترين الغني بمخطوطاته الأثريّة. في هذا الدير اكتُشفت النسخة السينائية للكتاب المقدس والتي ترجع للقرن الرابع الميلادي. على أي الأحوال إن رجعنا إلى التفسير الرمزي يقول أن النفس بعد أن تدخل رفيديم وتستحق المديح خلال روح التمييز الصالح يمكنها أن تصعد على جبل سيناء لتلتقي مع إلهها في خلوة مقدسة تتسلّم فيها وصيته وتتعرف على أسراره، وتتمتع بانعكاسات مجده عليها. |
|