![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الغنائم: 9 وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. 10 وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11 وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، 12 وَأَتَوْا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِ مُوآبَ الَّتِي عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. ماذا فعل المنتصرون ببني مديان؟ أولًا: سبوا النساء وأطفالهن وجميع البهائم والمواشي وكل الممتلكات؛ كان ذلك عملًا رمزيًا للإنسان الغالب روحيًا فإنه يسبي الجسد "النساء" ليعمل لحساب الله في اتفاق مع النفس. أما الأطفال فيشيرون إلى الثمار، فعِوَض أن يكون الجسد بأعماله يخدم الشيطان يصير آلة برّ لله، مقدسًا وطاهرًا. أما البهائم وكل الممتلكات فتشير إلى الغرائز والطاقات... هذه التي كانت دنسة تصير مقدسة، وعِوَض أن تكون ثقلًا تصير معينًا لنا في عبادتنا لله. إيماننا لا يحمل عداوة ضد الجسد ولا ضد أحاسيسه أو عواطفه أو أعماله أو طاقاته ومواهبه، إنما يحمل تحولًا جذريًا له بكل ممتلكاته وأعماله للعمل لحساب مملكة المسيح. ثانيًا: حرق جميع المدن والحصون بالنار، إذ يغلب الإنسان روحيًا لا يستهين بالصغائر بل يحطم كل موضع فيه عثرة، قاطعًا كل جذور الخطيّة من قلبه، لكي لا يكون لعدو الخير حق الدخول إليه من جديد. إن كل تهاون في تنظيف القلب تمامًا من كل آثار الخطيّة يعطي لها حق الرجوع إلى موضعها في الوقت المناسب لها. ثالثًا: أخذوا الغنيمة وجاءوا بها إلى موسى وألِعازار الكاهن وإلى الجماعة، "إلى المَحَلَّة، إلى عربات موآب التي على أردن أريحا" (ع 12). قلنا أن هذه الغنائم تشير إلى تقديس الجسد بكل طاقاته فيتحوَّل من العداوة ضد الروح (غل 5: 17) ليصير بأعضائه "آلات برّ لله" (رو 6: 13)... لكن ما هو سرّ تقديسها؟ أ. جاءوا بالغنائم إلى موسى مستلم الشريعة إعلانًا عن أن الوصيّة أو كلمة الله هي سرّ تقديس الإنسان بكل أعضائه. "كلمة الله حيّة وفعالة..." (عب 4: 12)، يحفظها الإنسان في قلبه فتقدس كل ما له وتنزع عنه الخطيئة: "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك" (مز 119: 11). وجد فيها المرتل سرّ حياته الروحيّة، إذ يقول: "لصقت بالتراب نفسي فأحيني حسب كلمتك" (مز 119: 25)، أي لصقت نفسه بالجسد بكل شهواته وليس من يعين هذه النفس إلاَّ كلمة الله التي تهبه حياة من بعد الموت بالخطيّة. ب. جاءوا بها إلى ألِعازار الكاهن إلى الجماعة إلى جوار الأردن. هنا إشارة إلى تقديس الجسد بكل طاقاته خلال مياه المعموديّة المقدسة، الأردن، بواسطة الكهنوت وسط الجماعة أي الكنيسة. ففي الجرن المقدس يحطم السيد المسيح إبليس ويعطي للإنسان إمكانيّة الحياة الجديدة، الحياة المُقامة معه (كو 4: 6). |
![]() |
|