ما الفرق بين مصطلحي اللاهوت والناسوت؟!
اللاهوت:
مصطلح معناه في اللغة العربية دراسة الله،
والتعمق لمعرفة ذاته وصفاته.
والناسوت:
كلمة يتم استعمالُها في كل شئٍ يُشير إلى البشر.
أي الطبيعة البشرية الكاملة “جسد ونفس وروح”.
مَن يقول الناس إني أنا؟
هذا السؤال طرحه يسوع على تلاميذه منذ أكثر من عشرين قرنا. وهو سؤال له من الخطورة؛ ما جعله يتردد على الألسنة إلى يومنا هذا. ولنُجيب عن هذا السؤال؛ سنتطرق لموضوع اللاهوت والناسوت، بطريقة مبسطة وسهلة، نحاول فيها أن نُجيب عن كل ما يتعلق بهذين الموضوعَين.
أولا دعونا نضع تعريفا لكل من اللاهوت والناسوت.
اللاهوت: كلمة جائت في مصطلح المعاني بمعني الألوهية، وهي مصطلح معناه في اللغة العربية دراسة الله، والتعمق لمعرفة ذاته وصفاته.
الناسوت: وهي كلمة يتم إستعمالُها في كل شئ يُشير إلى البشر، لذلك أية صفات بشرية، يتم ذِكرُها في الإنجيل؛ تُشير إلى الناسوت؛ بينما أية صفات إلهية؛ تُشير إلى اللاهوت.
وسنتناول كلا من ناسوت السيد المسيح ولاهوته في نقاطٍ مُحددة.
الناسوت
تَعني كلمة ناسوت الطبيعة البشرية الكاملة ”جسد ونفس وروح ”.
– والطبيعة البشرية (الناسوت) ليست بحاجة إلى من يثبتها!
فالمسيح وُجِد على هيئة بشر، وعاش في عالمنا كإنسان يأكل ويشرب. ورآه شهود كثيرون.
وقد شارك الإنسان في كل شيء (عدا الخطيئة).
وقد ذكر المسيح في عدة مواقف ”لقب ابن الإنسان؛” تأكيدا لتأنسه.
وبصفته ممثلا للبشرية كلها، ورأسا لها، ونائبا عنها.
وليعلن لليهود بأنه هو المسيا الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم، ولقبوه بابن الإنسان.
وورد ذلك في سفر دانيال النبي ” كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى الليْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيامِ فَقَربُوهُ قُدامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبدَ لَهُ كُل الشعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِي مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.” دانيال 7 : 13-14.
فمن هو ابن الإنسان هذا الذي تعبدت له جميع الأمم، وأعطي كل الكرامة والمجد؟! سوى السيد المسيح نفسه؟
أطلق المسيح هذا اللقب على نفسه عدة مرات نذكر منها :
إنجيل متى 8: 20 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَما ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».
إنجيل متى 9: 6 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَن لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!»
إنجيل متى 10: 23 وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِني الْحَق أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَملُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
إنجيل متى 12: 8 فَإِن ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَب السبْتِ أَيْضًا».
إنجيل متى 12: 40 لأَنهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.
إنجيل متى 17: 22 وَفِيمَا هُمْ يَتَرَددُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلمُ إِلَى أَيْدِي الناسِ.
لاهوت المسيح (السيد المسيح وصفاته الإلهية):
قدرته على الخلق:“كُل شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِما كَانَ.” (يوحنا 1: 3). كيف يكون المسيح خالقًا، بينما الخلق من صفات الله وحده؟ لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله.
المسيح معطي الحياة: “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ الناسِ،” (يوحنا 1: 4). لم يحدث مطلقًا أن إنسانًا تحدث بهذا الأسلوب، الذي به يكون واهبًا للحياة، ومُعطيًا لها، وأنه يعطي حياة أبدية، ويُحيي مَنْ يشاء. والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يخطفه أحد من يده. إنها كلها أعمال من سلطان الله.
3- السيد المسيح فوق الزمان:(يوحنا 58:8) قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَق الْحَق أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فهو غير المحدود بمحدودية الزمان.
المسيح موجود في كل مكان:لأَنهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». (متى 20:18). ثابت من كل ما سبق أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان؛ في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه.
5-نزوله من السماء(يوحنا 41:6). فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمرُونَ عَلَيْهِ لأَنهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الذِي نَزَلَ مِنَ السمَاءِ».إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة.
6- هو الأول والآخر (رؤيا7:1) «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنهَايَةُ» يَقُولُ الرب الْكَائِنُ وَالذِي كَانَ وَالذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُل شَيْءٍ. يقول الله في سفر إشعياء “أنا هو الأول والآخر”، وهذا ما يقوله المسيح في سفر الرؤيا! فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا إن كانا لكائنٍ واحد هو الله.
7- المسيح هو الرب:(لوقا 6: 46) «وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَب، يَا رَب، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟
8- الإيمان به (يو1:14) حنا «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. لا يمكن لإنسان أيا كان أن يحصل مَنْ يؤمن به على كل هذه النتائج الروحية التي ذكرناها، والتي تتعلق بأبدية المؤمن، ومركزه مع الله كابن، ومع الكنيسة كعضو فيها بالإيمان و المعمودية.
9- قبوله العبادة والسجود (يوحنا 38:9) فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيدُ!». وَسَجَدَ لَهُ.
10- له المجد إلى الأبد، وهي عبارة خاصة بالله وحده (متى 31:25) «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِديسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِي مَجْدِهِ.
11- المسيح هو الصالح القدوس (لو35:1) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلروحُ الْقُدُسُ يَحِل عَلَيْكِ، وَقُوةُ الْعَلِي تُظَللُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. إن كان ليس أحد صالحًا، إلا واحد فقط وهو الله (متى17:19)، وقد ثبت أن المسيح هو صالح، أو هو الوحيد الصالح. إذن هو الله.
12- المسيح يغفر الخطايا (متى 2:9). وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَما رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَي. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». مع أن الجميع يؤمنون أن الله هو وحده الذي يغفر الخطايا، قام المسيح بمغفرة الخطية للمفلوج وللمرأة الخاطئة وللص ولغيرهم. بمجرد أمر؛ ليس بصلاة يطلب فيها الحِل من الله، إنما بالأمر “مغفورة لك خطاياك”، إذ لم يقل “اذهب الرب يغفر لك”. وقال في صراحةٍ واضحة إن له هذا السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض.
13- المسيح هو الديان (متى 27:16) فَإِن ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُل وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. فإن كان المسيح هو الديان، فإنه يكون الله؛ لأن الله هو الديان. وهو يفعل ذلك، ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها.
14- المسيح هو صاحب القلوب والكُلى (رؤ 23:2) وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَني أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُل وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. يقول الكتاب المقدس “فإن فاحص القلوب والكلى هو الله البار” (مزمور9:7)، ويقول السيد المسيح “فستعرف الكنائس أني أن هو الفاحص الكلي والقلوب (رؤ23:2)، أليس هذا اعترافًا صريحًا بأنه هو الله.
15-المسيح هو المخلص والفادي (متى21:1) فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنهُ يُخَلصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».