العلامة أوريجينوس
[الاحتفال الثالث هو عيد الهلال، اليوم الذي فيه أيضًا تقدم ذبيحة. يكون هذا الاحتفال عند ظهور القمر من جديد. نقول أن القمر صار جديدًا عندما يقترب جدًا من الشمس باتصاله به... أي منفعة للاحتفال بعيد الهلال الجديد؟ إنه يعني اقتراب القمر من الشمس جدًا ويتحد بها. المسيح هو "شمس البرّ"، والهلال يعني كنيسته الممتلئة من نوره، تتصل به وتتحد معه بقوة، كقول الرسول "وأما من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17). إنها تحتفل بعيد الهلال إذ تصير جديدة بتركها الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد بحسب الله في البرّ وقداسة الحق (أف 4: 24). بهذا يستحق الاحتفال بعيد التجديد أو عيد الهلال... النفس التي اتحدت بالله وعرفت بهاؤه ونوره، التي ليس لديها فكر أرضي أي الانشغال بأمر دنيوي أو شهوة إعجاب الناس بها، هذه التي سلَّمت نفسها لنور الحكمة وحرارة الروح وأصبحت غير ماديّة بل روحيّة، لا يمكن أن يراها البشر ولا هي تتعلق بنظرات البشر بها، لا يدرك الإنسان الطبيعي الإنسان الروحي ولا يصل إليه؛ مثل هذه النفس تستحق بحق أن تحتفل بالعيد وتقدم ذبيحة الهلال للرب الذي جددها].