تشير لفظة "إِن" باليونانيَّة ἐάν إلى أداة شرط، حيث أن التَّلميذ يُصبح من أحباء يسوع إذا حفظ وصاياه. أمَّا عبارة "أَحِبَّائي" فتشير إلى علاقة يكون فيها الآخر خاصة يسوع، وبالتَّالي، يُهمّه أمره ولا يمكنه سوى الاعتناء به، إلى حدِّ بذل الحياة من أجله. فكل تلميذ يسوع يتمتع بهذه الصَّداقة من خلال الإيمان الحي على مثال إبراهيم خليل الله أو حبيبه "إِنَّ إِبراهيمَ آمَنَ بِالله فحُسِبَ لَه ذلك بِرًّا ودُعِيَ خَليلَ الله" (يعقوب 2: 23)، وعلى مثال موسى الذي دُعي صديقه "وُيكَلِّمُ الرَّبُّ موسى وَجهًا إلى وَجْه، كَما يُكَلِّمُ المَرءُ صَديقَ" (خروج 33: 11) وعلى مثال بولس الرَّسول الذي صرّح "فإِنِّي أَحْياها في الإِيمانِ بِابنِ اللهِ الَّذي أَحبَّني وجادَ بِنَفْسِه مِن ًاجْلي" (غلاطية 2: 20). ولم يقل يسوع لأجل من يحبونه، بل لأجل كلِّ النَّاس، لأنَّه هو الذي يُحبُّهم. فهو أتى لأجل الخطأة الذين كانوا أعدائه كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه" (رومة 5: 10).