![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وأَمَّا الأجير وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتيًا تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها. تشير عبارة "الأجير" في الأصل اليوناني μισθωτὸς إلى عامل يستخدم للقيام بعمل ما يقابل أجرة معينة تدفع له (أيوب 7: 1-2). وهو لا يعمل إلا مقابل أجر. وقد حرصت الشَّريعة الموسويَّة على أن تحفظ للأجير حقَّه في أجْرته. وفي أيام وجود الرَّبَ يسوع المسيح على الأرض كانت أجرة العامل في الكرم دينارًا في اليوم (متى 20: 2). وكانت مدة عمل الأجير محدودة (أشعيا 16: 14). ويمكننا أن نفهم من حياة السَّيد المسيح عن الرَّاعي الصَّالِح بأن الأجير لم يكن يعمل بنفس روح التَّضحيَّة والبذل اللتين يعمل بهما صاحب الغنم نفسه (ا يوحنا 10: 12-13). الأجير يطلب دومًا ما هو لسلامه غير مبالٍ بالخِراف، والراعي يطلب ما هو للخِراف غير مبالٍ بما هو لنفسه، فالأجير هو العامل الذي يُضحِّي بالخِراف لمنفعته ومصلحته، كما جاء في نبوءة زكريا "لا يَفتَقِدُ النَّعجَةَ المُختَفِيَة ولا يَطلُبُ المَفْقودةَ ولا يَجبُرُ المَكْسورة ولا يَعولُ القائمَة، بل يأكُلُ لَحمَ السِّمانِ ويَنزعُ أَظْلافَها" (زكريا 11: 17) ومن هنا يوصي بولس الرَّسول:" لا يَسْعَيَنَّ أَحَدٌ إِلى مَنفَعَتِه، بل إِلى مَنفَعَةِ غَيرِه"(1 قورنتس 10: 24). وغرض الأجير هنا هو استغلال الآخرين، إن أغراضه مهلكة في النِّهاية. ويفضِّل الأجْرة على الخدمة وعلى محبته لرعيته، لذلك يتصرف بطريقة تعسُّفيَّة ويريد السَّيطرة لمنفعته وحده (يوحنا 10: 1)، ويُضحي بالخِراف لمنفعته (يوحنا 10: 11). ويطلب ما لنفسه. ويُعلق القديس أوغسطينوس: "ماذا يعني "يطلب ما لأنفسه"؟ الذي لا يحب المسيح مَجَّانًا، بل يسعى نحو المنافع الزِّمنيَّة، يطلب الرِّبح، ويطمع في الكرامات من النَّاس" (tractate 46: 5.) فالمصلحة الذَّاتيَّة هي دافعه الوحيد، ولا يوفر عند مواجهة الخطر، ويفضل إنقاذ حياته فيهرب عندما يأتي الذِّئب، لأنَّه يخاف من الموت. والأجير هنا يرمز إلى الفِريسيين العميان الذين رفضوا معجزة يسوع في شفائه الأعمى منذ مولده (يوحنا 9: 1)، وهم عُمَى الاكتفاء الذَّاتي الذي منعهم من رؤية الحق (يوحنا 9: 40)، بالتَّالي أصبحوا رعاة كاذَّبين. |
![]() |
|