رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوسف مثال لكل أب لنقترب الي القديس يوسف، مثال لكل أب –إن ما يسترعي إنتباهنا في حياة القديس يوسف هو صمته العميق والمستمر طيلة فترة ظهوره على مسرح أحداث طفولة يسوع المسيح، لا نجد في الإنجيل عبارة واحدة قالها. إن المواقف التي إتخذها يوسف ازاء أوامر الله، تعبّر بأسلوب بليغ عن سمو شخصيته. إن الإنجيلي متى والإنجيلي لوقا حينما يضعان شخصية القديس يوسف في قلب أحداث سر التجسد، يريدان أن يعبّرا عن موقف الكنيسة الناشئة، كان المسيحيون الأولون ينظرون إلى يوسف الرجل الأول في روحيته وفضائله وعليهم الإقتداء به. ان الله الذي ألهم الإنجيل المقدس، يُطلق على يوسف صفة ” البار” قائلاً:” كان يوسف رجلها باراً” (متى 19:1)، إنها شهادة الله ذاته، فيا لها من شهادة خطيرة. يطلق الكتاب المقدس صفة “البار” على الإنسان الذي همّه الوحيد إتمام مشيئة الله بدون تردد وفي الظروف كلها، خاصة أبّان الظروف الصعبة، منها حالما سمع مار يوسف رغبة الله من الملاك قائلاً:”لا تخف يا يوسف أن تأخذ مريـم… صنــع مــا أمـر بــه، فــأخــذ إمـرأتـه ولم يعـرفها حتى ولـدت إبنها البكـر… ” (متى 20:1-24). وأستمر طائعًا لأوامر الله طيلة حياته، فحين أمره الملاك أن يغادر الأرض المقدسة ويهرب إلى مصر لإبعاد يسوع الطفل مـن الطاغية هيرودس قائلاً له : ” قم فخذ الطفل وأمه وأهرب إلى مصر وأقم هناك حتى أعلمك، لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليهلكه، قـام فـأخذ الطفـل وأمه ليـلاً ولجأ إلى مصر وأقام فيها إلى وفاة هيرودس ” (متى 13:2-14). ” وما أن توفي هيرودس حتى تراءى ملاك الرب في الحلم ليوسف في مصر وقال له : قم فخذ الطفل وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، فقد مات من كان يريد إهلاك الطفل فقام فأخذ الطفل وأمه ودخل أرض أسرائيل ” (متى 21:2). يقدم القديس البابا يوحنا بولس الثاني القديس يوسف مثالاً لآباء العائلات كلهم، وذلك في إرشاده الرسولي : حارس المخلص Redemptoris Custos التي أصدرها بتأريخ 15 اغسطس1989 قائلاً:” في (العائلة المقدسة) يوسف هو أب، لا تأتي أبوته من أصله، إنها ليست ظاهرة، ولكنها تتحلى تحليًا صادقًا بصفات الأبوة البشرية وتعبر عن دوره كأب العائلة”. |
|