رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى يستثقل المسئوليّة: 10 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى الشَّعْبَ يَبْكُونَ بِعَشَائِرِهِمْ، كُلَّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ، وَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ جِدًّا، سَاءَ ذلِكَ فِي عَيْنَيْ مُوسَى. 11 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ؟ وَلِمَاذَا لَمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْلَ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ عَلَيَّ؟ 12 أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ؟ أَوْ لَعَلِّي وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ الْمُرَبِّي الرَّضِيعَ، إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِ؟ 13 مِنْ أَيْنَ لِي لَحْمٌ حَتَّى أُعْطِيَ جَمِيعَ هذَا الشَّعْبِ؟ لأَنَّهُمْ يَبْكُونَ عَلَيَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لَحْمًا لِنَأْكُلَ. 14 لاَ أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَ جَمِيعَ هذَا الشَّعْبِ لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ. 15 فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هكَذَا، فَاقْتُلْنِي قَتْلًا إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَلاَ أَرَى بَلِيَّتِي». في حديثنا عن موسى النبي في سفر الخروج (أصحاح 32) رأينا صورته المشرقة التي تحجب غضب الله عن شعبه، لكننا هنا نرى لحظات ضعف يمرّ بها هذا العظيم بين الأنبياء. إنه يتهم الله كأنه قد أساء إليه وثقَّل عليه أكثر مما يحتمل حتى اشتهى ولو قتله الله قتلًا ولا يرى بعينيه هذه البليّة التي حلَّت بشعبه. لقد ظن موسى النبي في لحظات ضعفه أنه هو الذي حبل بهذا الشعب وولده والتزم به، يعولهم ويحمل أتعابهم... وكأن الله لا يرعى شعبه! إذ "سمع موسى الشعب يبكون بعشائرهم كل واحد في بيت خيمته وحمي غضب الرب جدًا ساء ذلك في عيني موسى، فقال موسى للرب: لماذا أسات إلى عبدك؟ ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليَّ؟ ألعلي حبلت بجميع هذا الشعب؟ أو لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع إلى الأرض التي حلفت لآبائه...! إن كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلًا إن وجدت نعمة في عينيك فلا أرى بليتي" [10-15]. هل نسى موسى أنه إن كان قد حمل أبوة لهذا الشعب كله والتزم بحمله في حضنه إنما يقبل هذه الأبوة كعطيّة من الله الذي وحده أب كل البشريّة والمحتضن شعبه؟ على أي الأحوال، قَبِل الرب من موسى هذا العقاب بالرغم مما حمله من ضعف شديد، لكن فيه حب قوي نحو أولاده... لهذا تدخل الله لنزع روح التذمر من حياة الشعب بعد أن أعطى لموسى النبي فرصة لاختيار سبعين شخصًا يسندونه في العمل الروحي... ثم عاد يمدحه قائلًا: "وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
والفَطِن يستثقل ذلك الهوان (يشوع بن سيراخ 21: 27) |
والفَطِن يستثقل ذلك الهوان (سفر يشوع بن سيراخ 21: 27) |
المسئوليّة من دون محبّة |
المسؤوليّة من دون محبّة تجعلك عديم الشفقة |
تحمَّل المسؤوليّة |