منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 05 - 2024, 04:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الهروب الى مصر وحياة المنفى والغربة




الهروب الى مصر وحياة المنفى والغربة
بعد مغادرة المجوس تكلّم الـملاك مع يوسف فى حلم ليوجه له أمراً غريبـا أنـه الرحيـل والهروب إلى مصر قائلاً له:”وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُفَقَامَ وَأَخَذَ
الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.“(متى13:2-14).
وكان الرحيـل حسب أمـر الرب. لقد أمر الرب ابرام فى القديم أن يترك أهله وعشيرتـه، وها هو يطلب الآن من مريم ويوسف أن يتركا الأهل والعشيرة الى أرض غريبـة ووثنيـة. لابد من التضحيـة إذن ولا بد من حياة الكمال من فضيلة التجرد ولا بد من حمايـة الطفل. وسار يوسف ومريم الى الطريق الـمؤديـة الى مصر.
– انـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيـه ابراهيم وسارة أيام الجوع
– انـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه يوسف إبن يعقوب وهو مُباع وهارب من إخوتـه.
  • انـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه إخوة يوسف ثلاث مرّات ومعهم بنيامين ويعقوب.
– انـه نفس الطريق الذى سار فيـه موسى كليـم اللـه.
وتفاصيل رحلة العائلة المقدسة الى مصر قد ذكرها البابا ثيوفيليس الثالث والعشرون من بطاركة الكرسي الإسكندري (376-403م) بعد ان ظهرت له العذراء فى رؤيا. ولقد إستمرت الرحلة حوالـي 40 يومـا حتى وصلوا الى الـمطريـة قرب القاهرة حاليـا ومن هناك الى بابليون ناحية مصر القديمة (كنيسة أبى سِرجة)، ثم الى منطقة المعادي (كنيسة المعادي) ثم الى قريـة البهنسة فى بنى مزار ثم عبرت الشاطئ الى جبل الطير بسمالوط ثم الى الأشمونين قرب ملوي ثم الى بلدة قسقام (الدير الـمحرّق) ومكثوا فى هذه الـمنطقة حوالـى 6 أشهر. بعد ذلك وجه الملاك أمراً ليوسف بالعودة قال له:”قم وخذ الصبي وأمـه وإذهب إلى أرض إسرائيل لأنـه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمـه وجاء الى أرض إسرائيل”(متى20:2-21).
– نجد فى حديث الـملاك ليوسف انه قد تغيرت كلماته بعد ولادة العذراء للسيد الـمسيح عما كان قبلها. قبل أن تلد العذراء الـمسيح كان يـمكن للملاك أن يدعوها إمرأة يوسف حيث لم تكن مريم لهـا ولد، أما بعد أن ولدت الـمسيح لم يقل له قم خذ إمرأتك والصبي أو قم خذ الصبي وإمرأتك إنـما قال له “قم خذ الصبي وامه”(لوقا13:2) وهنا أصبحت العذراء منـتسبة للسيد الـمسيح، إلاّ ان الكتاب الـمقدس دعاه ابن يوسف دون مريم(متى 16:19)، والجميع كانوا يقولون عنه:”اليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفين بأبيه وأمـه”(يوحنا42:6).
– ان الله يكلمنا بطرق كثيرة، فقديما كلّمنا بالآباء والأنبياء”(عبرانيين1:1) ثم كلّمنا أخيـرا فى هذه
الأيام فى الإبن وكلمته موجودة بيننا. وهو أحيانا يكلمنا فى الرؤى والاحلام والإلهامات فهل ننصت الى الروح الساكن فينا ونصنع كما صنع يوسف كما أمره ملاك الرب؟
– كلام الله فى الأحلام هى موهبة تمنح لأصحاب القلوب التقية والنقية ولقد صدق يوسف قول ملاك الرب فى الحلم ولم يشك فيه.
– ان الـملاك لم يظهر للعذراء فى حلم وإنـما ظهر ليوسف وأبلغه بأوامر إلهية بالنسبة للصبي وأمه وهذا إبراز لقيمة يوسف ومكانته امام الله. ان دوره ليس دورا هامشياً أو ثانويـاً وإنـما شاءت إرادة الله ان يجعل يوسف خادما للتجسد الالهي وان يكون له دور إيجابي فعّال وإنـما تعامل معه مباشرة وأمره بتنفيذ تدبيـره مشركاً إيـاه فى العمل والتنفيذ وكلها اوامر الهية.
– رحلة العائلة المقدسة تعطينا مثل الى حياتنا فى وادى المنفى هذا ويلزم ان يكون لنا الشوق الى وطننا السماوي، فوطننا هذا الأرضي لا نمتلك فيه شيئا “لاتكنزوا لكم كنوزاً على الأرض”، ووطننا هذا ملئ بالمتاعب والـمشقّات والآلام فيجب ان نعمل للوطن الآخر كما يثول القديس بطرس:”أنتم ضيوف غرباء فى هذا العالم”(1بطرس11:2).
– رحلة العائلة المقدسة تعطى لنا درسا كيف يمكن ان نحيا فى هذا العالم فيلزم ان يكونة رجاؤنا فى الرب فيسوع كان معهم طوال الرحلة “فنحن فى العالم مثلما المسيح فى العالم” (1يوحنا17:4).
– هذه الرحلة اكدت ايمان مريم وبرارة يوسف، فالإيمان هو “الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه”(عبرانيين1:11).
– هذه الرحلة تأكيد للنبوة القائلة “من مصر دعوت إبني”“«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.” (هوشع 11: 1وكذلك نبوءة إشعياء النبي “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه” (إش19: 1).
– هذه الرحلة باركت ارض مصر وهى البلد الوحيد الذى زاره يسوع وهذا يعطينا نحن المصريين الثقة ان بركة يسوع مازالت قائمة.
– هذه الرحلة فيها تشابه ما بين 40 يوم عبور ارض سيناء وعبور بنى اسرائيل الى ارض الميعاد فى 40 سنة.
– هذه الرحلة بدأ فيها حياة الألم عند العذراء حسب نبؤة سمعان الشيخ لها فى الهيكل:”وأنتِ
سيجوز سيف فى نفسِك”(لوقا35:2).
– يقول بعض الـمفسرين للكتاب الـمقدس أن حادثـة مجوس المشرق الذين حضروا وسجدوا للطفل وقدّموا لـه “هدايا من ذهب ولُبَان ومُر”(متى12:2)، كان هذا قبل رحيل العائلة الـمقدسة الى أرض مصر وان تلك الكنوز قد ساعدت العائلة الـمقدسة فى مصاريف الرحلة، وهذا يوضح ان العناية الإلهيـة قد دبرّت مجيئ الـمجوس لإحضار مصاريف رحلة الهروب، بالإضافـة الى الـمعانـى الأخرى الروحيـة وأهـمية العطايا للآخريـن والتى قد تحل مشاكل قد لا نراهـا نحن.
– ان مجيئ العائلة المقدسة الي مصر كان سببا ليبارك أهل مصر بوجود يسوع بينهم فتتم النبوة القائلة ” من مصر دعوت ابني ” (هوشع 11: 1) وتتم أيضا النبوة القائلة ” هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر دأخلها ” (اش 19 : 1). ويقال أن أوثان مصر انكفأت عندما حل بها كلمة الله المتجسد كما انكفأ داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5 : 3). ويذكر التقليد أنه عند دخول المسيح إلي أرض مصر كانت الأوثان تسقط في كل مدينة يقيمون بها، فكانوا يطردونهم ولذلك إضطروا أن يسيروا 1000كم في أرض مصر.
ان مجيء الرب يسوع المسيح إلى مصر قد هز العبادة الوثنية الجبارة التي عاشت في مصر آلافًا من السنين، ولم يكن من السهل إطلاقًا اقتلاعها من حياة المصريين. كانت الحضارة المصرية عميقة جدًا في جذورها وتعانقت هذه الحضارة مع عبادة ذات فلسفة قوية تداخلت معها الفلسفة الهللينية، بداية من عصر الإسكندر الأكبر وفي عصور البطالمة، وكذلك الفلسفة الرومانية في العصر الروماني. وتكوّنت بذلك مجموعات عجيبة من الآلهة المصرية واليونانية والرومانية جعلت من أرض مصر مرتعًا للعبادة الوثنية في أقوى معانيها. وهكذا ارتجفت أوثان مصر من وجه الرب لأن “كل آلهة الأمم شياطين” (مزمور 96: 5).
لقد امضى العالم الألماني Oscar Meinardus عدة سنوات محاولا اكتشاف رحلة العائلة المقدسة الي مصر ورسم مما جاء في الأناجيل وايضا من علم الأثار واوراق البردي القديمة التى تم اكتشافها حديثا وايضا مما ورد في المراجع القبطية للكنيسة المصرية وجمع نتائجه ووضعها في كتاب مع دراسة طويلة والذي كان يعيد طباعته بعد اكتشاف دلائل جديدة.
حتى هذه الأيام ان الحجاج الذين يزورون مصر يتبعون خط سير لعدة مواقع من اديرة ومغارات وكنائس قد بنيت على اماكن قيل ان يوسف ومريم قد توقفا في أماكن للراحة او ملجأ اطول. في عام 2001 اتبع احد الصحفيين الأمريكان خط السير هذا في مدة شهران وفيما بعد دونها في كتاب بكل التفاصيل وايضا في فيلم وثائقي وشرح اكثر من 30 موقع قيل ان العائلة المقدسة توقفت فيها.
تلك المسارات لا يمكن التحقق منها بوسائل علمية ولكنها تمثل بكل تأكيد مقياس رحلة العائلة المقدسة. لا يهم اي مسار قد اتخذه القديس يوسف فهو عليه ان يرحل مئات الأميال مع زوجة ولدت حديثا ومع طفلهما الصغير.
بعيدا عما جاء في نص انجيل القديس متى عن الرحلة الى مصر والعودة منها فلم يسجل مدة بقاء العائلة المقدسة في مصر فليس لدينا اي مراجع يمكن الوثوق بها سوى ما جاء في بعض الكتب الغير قانونية امثال” انجيل متى الزائف” والذي يعود الى عدة قرون الرابع-الثامن ميلادي، وايضا كتاب طفولة يسوع باللغة العربية وآخر باللغة الارمينية والذي يمكن انه قد كتب في القرن الخامس او الثامن الميلادي وغيرها من الكتابات. ان المسيحيين كانوا دائما فضوليين لمعرفة مدة العائلة المقدسة في مصر وهناك كتاب من القرن الثاني الميلادي وحتى القرن العشرين انتجوا العديد من التخيلات كلما جمعوا او عرفوا عن اي معجزات تمت في تلك الفترة ومكانها. في كتاب قديم عن “انجيل الطفولة” كما ذكرنا جاء ان الصبي كان يلهو بان يصنع اشكالا من الطين ثم ينفخ فيها فتحيا وتطير وانه اوقع عقابات شديدة على بعض المتنمرين. بالطبع تلك الصورة عن شخص يسوع تختلف كل الاختلاف عن يسوع كما جاءت به الأناجيل المقدسة ولهذا فكل ما جاء في اي من الكتب المنحولة والتى لم تعترف بها الكنيسة تعد خيالات غير حقيقية وغير منطقية.
اما عن مدة بقاء العائلة المقدسة في مصر فبعض شرّاح الكتاب المقدس يعتقدون ان 1260 يوما كما جاء في سفر الرؤيا “وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.“(رؤيا6:12) هو العدد المظبوط. بعض الشرّاح القدامى اعتمدوا على بعض ما جاء في التقليد الكنسي. ومع ذلك فالكتاب المقدس يظهر ان العائلة المقدسة قد عادت من منفاها مع وفاة هيرودس الكبير والتى حدثت في سنة 4 ماقبل الميلاد. لقد عاش يوسف ومريم ويسوع في مصر كلاجئين ولهذا السبب فانه من الصعب تخيل من يتذكرهم او من ذا الذي يشير الى اماكن تواجدهم. ايضا مدة اقامة العائلة المقدسة في مصر غير معروفة بدقة ولكن طبثا لما جاء في بعض الكتابات القديمة ظلوا في المنفة مدة 4 سنوات وكان يسوع سن سنتان عندما هرب الى مصر وعاد وهو في سن السادسة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الهروب إلى مصر ( الهروب من الشر)
القديسة مريم والهروب الى مصر وحياة المنفى والغربة
الغربة الجغرافية والغربة الروحية
حياة التوبة ( أ ) الحرص والغربة
الزواج والغربة


الساعة الآن 09:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024