رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيمة "نشيد التعظيم" سواء من حنّة بالماضي، بالعهد الأوّل، الّتي تهللت بكلمات التسبيح في هيكل أورشليم (1صم 2: 1- 10) للرّبّ حينما أصغى إلى طلبة قلبها الّذي سُكب أمامه (راج 1صم 1). وفي مرحلة تاليّة إستعارت مريم أمّ يسوع بلذات الكلمات (لو 1: 46- 56) ولكن في زمن مختلف وظروف مختلفة لّاهوتيًا كما أشرنا سابقًا. واليّوم يحيّن تعظيمنا للرّبّ فتصير كلمات حنّة ومريم كترنيمتنا ككنيسة الواحدة، ويصير نشيد وحدة يجمع أبناء الكنيسة بطوائفها حول يسوع، إبن مريم سيدة الإنتقال. قد إنتقلت مريم من بيتها بالجليل إلى بيت إليصابات باليهودية، من مملكة الشمال القديمة إلى مملكة الجنوب. هاتين المملكتان الّلتان بسبب انقسامهما في التاريخ القديم لشعب الله شكلا الجرح المرئي للكفر والعداوة فيما بينهما. إلّا أنّ تجديد التعظيم من حَنّة لمريم يبث من جديد الأمل في إسرائيل. كانت علامة الوحدة الجديدة للشعب علامة على الوفاء بالوعود. الآن يتجلى كل هذا في "مريم سيدة الإنتقال" التي أصبحت هي موضع تحقق الوحدة ليس فقط بين مملكتي إسرائيل بل بين أبناء البشريّة. يسوع، الذي حملته مريم في أحشائها، هو في الواقع الشخص الذي يحقق الوحدة ليس فقط لشعب الله، بل للبشرية جمعاء، محطمًا كل جدار انفصال ومدمّر العداء بتجسده المجيد (راج أف 2: 13-14). نجد في نشيد مريم ترنيمتنا ككنيسة واحدة، ونشيد إسرائيل، وأخيراً يصير نشيد البشرية بأكملها. إنّ نشيد التعظيم هو حقًا نشيد الوحدة، فهذا هو النششيد الّذي تتهلل به كنيسة الله والّتي سترنمها عندما يعود طريقها إلينا إلى طريق حِنّة ومريم وسيظل نشيد التعظيم نبوءة وإعلانًا عن مصير مريم الـمُنتقلة إلى السماء بالنفس والجسد. احتفالنا بالافخارستيا في هذا اليّوم المريمي، يدعونا للجلوس في وليمة الملكوت، الّذي هو مأدبة الفقراء، لأنهم يعرفون كيف يستقبلون كل شيء كنعمة حيث يتمكنوا من الجلوس في المأدبة الّلاهوتية الّتي إفتتحها الثالوث في إنتقال مريم البتول. لأن الله هو الضيف الذي يعطي ذاته كغذاء لنا. مدعوين أيّها القراء الأفاضل بقبول المشاركة في وليمة الوحدة، لأننا بالمشاركة في الخبز المكسور نصبح جسدًا واحدًا. في هذه الوليمة، الّتي هي نبوءة واستباق للملكوت، نعيش خبرة التعظيم الّتي عاشتها مريم، ويصير القدوس جوهر هذا النشيد الذي تتغنى به كنيسة الله. |
|