![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الشريعة والرّوح (يو 15: 26-27) يستعيّن كاتب الإنجيل الرابع بنفس المفهوم الفيّاض لعطيّة الرّبّ لرّوحه القدوس لنا. يستخدم لغة قريبة جدًّا من تلك الـمُستخدمة بالعهد الأوّل لوصف عطيّة الشريعة لموسى على جبل سيناء حيث أعلن: «قالَ الرَّبُّ لِموسى: "اِصعَدْ إِلَيَّ إِلى الجَبَل وأَقِمْ هُنا حَتَّى أُعطِيَكَ لَوحَيِ الحِجارةِ والشَّريعَةَ والوَصِيَّةَ اَّلتي كَتَبتُها لِتَعْليمِهم". [...] وصَعِدَ موسى الجَبَل. [...] دعا الرَّبُّ موسى مِن وَسَطِ الغَمام. وكانَ مَنظَرُ مَجدِ الَرَّبِّ كَنارٍ آكِلةٍ في رَأسِ الجبَل أَمامَ عُيونِ بَني إِسرْائيل. فدَخَلَ موسى في وَسَطِ الغَمامِ وصَعِدَ الجَبَل. وأَقامَ موسى في الجَبَلِ أَربَعينَ يَوماً وأَربعينَ لَيلَة [...] ولَمَّا اِنتَهى اللهُ مِن مُخاطَبَةِ موسى على جَبَلِ سِيناء، سلَّمَه لَوحَيِ الشَّهادة، لَوحَينِ مِن حَجَر، مَكْتوبَينِ بِإِصبَعِ الله» (خر 24: 12- 18؛ 31: 18). تمّ تسليم الشريعة لموسى حيث هناك الريح، والنار، والزلزال، والهدير فهي علامات الظهور الإلهي الّذي سيغمر العلّية في حدث العنصرة (راج أع 2). وفي هذا المقطع والمأخوذ من الإنجيل بحسب يوحنّا، نجد أنفسنا، بعد الإحتفال بسرّ الآلام والموت والقيامة والصعود، مرة أخرى داخل خطاب يسوع الوداعي بحسب الليتورجيّة بالطقس اللّاتيني. سنناقش أولاً الشهادة الّتي أُعطيت ليسوع، على لسان المعمدان، وهو مضمون يمتد عبر الإنجيل الرابع بأكمله، إذ بدء الكاتب بالتنويّه عنه منذ وصفه لدور المعمدان (راج يو 1: 19- 35).حيث ربط الإنجيلي فكرته اللّاهوتيّة بفيض الرّوح بشهادة المعمدان قائلاً: «شَهِدَ يوحَنَّا قال: "رَأَيتُ الرُّوحَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ كأَنَّه حَمامَة فيَستَقِرُّ علَيه. وأَنا لَم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنَّ الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ هو قالَ لي: إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس. وأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله"» (يو 1: 32-34). نجد الإنجيلي يضع الشهادة الثانيّة، هي شهادة مزدوجة، على لسان يسوع القائل: «ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء» (يو 15: 26- 27). الرّوح يشهد للإبن الإلهي ولإتمامه سرّه الفصحي، وفي ذات الوقت التلاميذ، وهم بمثابة شهود عيّان (راج أع 1-2). واليّوم شهادتنا كمؤمنين بسرّ يسوع الفصحي الّذي يجد ملئه في فيض رّوحه علينا، فما علينا إلّا أن نكون شهوداً عن سخائه وعطية رّوحه القدوس بمجانيّة أي دونّ أن نطلبه. |
![]() |
|