رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منطق الملكوت (مت 20: 16) بعد أنّ عَيَرَ العمال الأوائل عن أفكارهم ومنطقهم البشري، نُفاجأ باجابة صاحب الكرم الّذي تبع فكره الجديد والّذي يكمن فيه ذروة تعليم يسوع بـمَثَله وغايته. لا يريد المـَثل أن يلفت الانتباه إلى العمال المتذمرين، بل إلى السلوك المنعكس لرّبّ العمل الّذي يكشف عن سلوك الله تجاهنا وطريقة تفكيره فينا نحن العمال البطاليّن. نحن، ذوي النظرة المحدودة والمنغلقة نميلُ إلى مستحقاتنا وأجرنا، يتم الدفع لنا في الأعمال المختلفة الّتي نقوم بها على أساس خدماتنا وساعات العمل الّتي أتممّناها. الدفع بالساعة، أو بالوزن ... إلخ، إلّا أن المفاجأة هي أنّ الله لا يفكر بطريقتنا. لا يتبع المنطق البشري، بل يفوقه بسخائه لذا نسمعه مؤكداً أفكاره قائلاً: «يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلم تَتَّفِقْ مَعي على دينار؟ خُذْ ما لَكَ وَانصَرِفْ. فَهذا الَّذي أَتى آخِراً أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَك: أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟» (مت 20: 13-15). هذا هو منطق ملكوت الله إنه ملكوت لا يُدفع أجر المرء بالساعة، لكن كل شيء يُعطى وفقًا لصلاح الله وبسخاء وبدون أيّ إستحقاق منّا. الرّبّ هو الّذي يمنحنا بفيض نعمته وليس بحساباتنا وطرقنا. لكننا نحن البشر المنغلقين على طرقنا وأفكارنا الّتي تتسم بالأنانيّة، نجد صعوبة في قبول أسلوب الله هذا وجعله خاصًا بنا، وقدّ نقع في خطيئة "حسد الآخر" والسبب هو سخاء الرّبّ معه. علينا أن نتنبه ونقرأ بواقعية كلمة الله الّتي تنير حياتنا لتحررنا من طرقنا وأفكارنا بل تدفعنا لمعرفة الله بشكل زائف وليس بحسب حقيقته الصالحة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الملكوت يقتضي في الملكوت الأخير أن الناس اصحاء |
منطق الصليب |
منطق آخر من الله |
منطق الله مختلف |
منطق الحب |