رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقت عودة السيّد (مر 13: 33-37) تيَّقظوا-إنتبهوا! إنها كلمة يسوع الجوهريّة الّتي يدور حولها حواره مع تلاميذه بحسب مرقس. اليقظة هي الكلمة الّتي سيفتتح مقالنا الأوّل زمن المجيء كإستعداد لتجسد الرّبّ. اليقظة إنها الكلمة الأوّلى والأخيرة الّتي يبدأ ويختم ايضًا يسوع بها هذا المقطع. يأتي نداء يسوع إلى اليقظة كتحذير يتركه يسوع لتلاميذه ولنا اليّوم من خلال البشارة المرقسيّة وهي الّتي ستُمهد لسياق روايّة آلامه الّتي تليّ مباشرة هذا النص وقبل دخوله إلى أورشليم. تصير اليقظة الكلمة الّتي يشجع بها يسوع تلاميذه في الزمن الّذي سيعيشون فيه الأيام الصعبة وهي أيام آلامه (راج مر 14: 34، 37، 38)، وأيضًا في فترة غياب العريس أي ّمُنذ عيد الفصح وحتى عودته ثانية في مجده. إن نصيّ مقالنا لهذا الأسبوع الأوّل من زمن المجيء يساعدنا على فهم كلمة أساسية للحياة المسيحية، والّتي ربما نسيناها جزئيًا، على الرغم من أنها غالبًا ما تكون على شفاهنا. بمتابعتنا للنص المرقس نجد الرّبّ الّذي سيعود بحسب إنجيل مرقس هو السيد الّذي غادر في رحلة طويلة وصارت عودته مجهولة لعبيده الّذين يجب عليهم في هذه الأثناء الإعتناء ببيته. أثناء غيابه، عهدّ السيد إلى خدمه بمسؤوليات مختلفة، لقد أوّكلّ مهمة ما إلى كلّ من خدمه.كل شخص لديه مهمة في منزل سيده ولا يمكن لأحد أن يحل محل آخر في القيام بالمسؤولية التي أوكلها إليه سيده. وأيضًا لا أحد يستطيع التنبؤ بمجيء السيّد أو ميعاد عودته. فكلّ خادم علي باليقظة لإتمام مهامه لأن وقت السيّد غير محدد، وليس من حق أحد أنّ يعرفه. يجب على كل خادم أنّ يقوم بواجبه بغض النظر عن معرفة موعد عودة سيدهم. في الواقع، يمكن للسيّد أنّ يصل «أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياحِ الدَّيك أَم في الصَّباح» (مر 13: 35). هذه هي المراجع الزمنيّة الّذي يقدمها لنا السياق المرقسيّ. للوهلة الأوّلى، قد يبدو أن هذه الإشارات الزمنية تشير ببساطة إلى وقت غير محدد أيّ مجهول. قد لا تؤدي هذه الكلمات إلّا إلى التأكيد على أنه لا أحد يعرف متى سيعود السيّد. ومع ذلك، إذا قرأنا بعناية نجد أنّ "ساعات" الليل هذه ليست عرضية. والحقيقة أننا نجدهما متطابقين في روايّة آلام الابن الّذي سنحيا سرّ تجسده بعد أيام ليست بكثيرة. كان بإمكان المعلم أنّ يأتي في المساء عندما أسلمه يهوذا، أحد تلاميذه، مقابل المال، إلى أيدي أعدائه، أولئك الّذين حاولوا إعتقاله (راج مر 14: 17). كما يمكن للسيّد أن يعود في منتصف الليل أي في قلب الظلام فهو ذات الوقت الّذي تمّ فيه محاكمة يسوع (مر 14: 60-62) من قبل السنهدريم، أمام رئيس الكهنة. كما كان بإمكان رّبّ البيت أنّ يعود عند صياح الديك وهو وقت إنكار بطرس له ثلاث مرات فهو بمثابة الصديق الّذي وثّق به (مز 40: 10) وفوجيء بأنكاره له أمام الناس (راج مت 10: 33)! أخيرًا، يستطيع رّبّ البيت العودة في الصباح، عندما أسلمه رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والسنهدريم كله إلى يديّ بيلاطس (راج مر 15: 1)، وبهذا تم تسليمه إلى محكمة وثنية. سواء الليل أم المساء، الصباح أو عند صياح الديك، هو زمن قد يكون له معنى باطني، أو كنسي أو سياسي بشكل يعم العالم من خلال الحرب الّتي تسرق السًّلام. فنحن مدعوين لليقظة من زمن الحرب والفراغ الباطني والتفكك الأسريّ والخروج من دائرة الأنانيّة وقبول السَّام الباطني الّذي يجعلنا نستفيق ليعم السًّلام في محيطنا. |
09 - 05 - 2024, 07:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: وقت عودة السيّد (مر 13: 33-37)
سلمت يداك ودام ابداعك تحياتي وتقديري
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جهل السيّد الحقيقي (مت 22: 15-19) |
إن السيّد المسيح هو هو لا يتغيّر |
بلا شك لا يحتقر السيّد خليقته |
الساعة التي أدرك فيها أنه يحب السيّد المسيح لأنّ السيّد المسيح أحبه أولًا |
لمسات السيّد |