كاتب سفر المزامير، وهو السفر الّذي ينتمي للكتب الحكميّة، يُعدّد أعمال الرّبّ الفائقة الطبيعة، والّتي من خلالها يعلن حبّه بقوله: «أَنشِدوا للِرَّبِّ نشيدًا جَديدًا فإِنَّه صَنعً العَجائِب، الخَلاص بِيَمينه بِذِراعِه القُدُّوسة. كَشَفَ الرَّبُّ خَلاصَه لِعُيونِ الأمَمِ كَشَفَ بِرَّه، ذَكَرَ رَحمَتَه وأَمانَتَه لِبَيتِ إِسْرائيل فرأَت جَميعُ أَقاصي الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا» (مز 97: 1- 3). مما يكشف لنا قوة الرّبّ وإستمرار كشف حبّه الّذي بدأه من العهد الأوّل وتواصل بعمق في العهد الثاني حتى سلّمه لنا من خلال إبنه يسوع الّذي كشف عن مخطط الله الآب وأعلن لنا عن مخططه قولاً وفعلاً. وهذا يهيئنا لنتناول موضوع فيض الحبّ من خلال الوجهة اليوحنّاويّة والّذي يدعونا إلى قبول هذا الحبّ بل وإلى عناصر أخرى تربط الإنسان بالآب والابن.