منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 04 - 2024, 12:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

البابا كيرلس هذه الظاهرة حقيقة أنها ظاهرة مؤثرة



البابا كيرلس .. ظاهرة روحية



أيها الأخوة والأبناء : البابا كيرلس .. هذه الظاهرة حقيقة أنها ظاهرة مؤثرة ، حقيقة أن هذا الأب لجميعنا أنه هو ذاته ظاهرة روحية قَلّ أن يظهر مثلها .

إن كنيستنا تتميز بأنها كنيسة الشهداء ، لعلها أكثر كنيسة صدرت إلى السماء أكبر عدد من الشهداء . وأرضنا تخضبت بدماء الشهداء وبدموع العباد ، ولعل الآلام التى رآها شعبنا على مدى العصور والتى ربما لا نجد لها نظيرا فى بلد آخر ، هذه الآلام بركة، هى التى جعلت أرضنا تثمر هذا النبات الروحانى الخصب الذى أغنى ويغنى العالم بأثره .

فى بعض الأحيان يقول الإنسان بنوع من الألم ، لماذا نحن فى مصر نصيبنا من الألم كثير ؟ هل هذه لعنة ، هل هذا قضاء قديم علينا، هل هى خطيئة نحصد نتيجتها ، لكن ما نلاحظه عمليا أن هذه الآلام هى التى جعلت أرضنا أفضل أرض ، وشعبنا من أبقى شعوب العالم ، وأعتقد أنه ليس هناك بلد آخر يتعامل فى سهولة مع العالم غير المنظور كمثل ما نتعامل نحن .
كثير من الأمور التى تحدث معنا ببساطة ، لو قلناها خارج بلادنا فى بلاد أخرى لما صدقوها واعتبروها دربا من الخرافات ، لأنهم ربما ليسوا فى حاجة إلى هذه المعونة الخفية كما نحتاجها نحن.

” إن قوتى فى الضعف تكمل ” هكذا شاء الله لنا أن يكون لنا نصيب غير قليل من الآلام لكن هذا الألم عصمنا وعصم شعبنا من الانحراف ، فلا زالت كنيستنا كنيسة قويمة ، ولازال إيماننا إيمانا سليما وإذا كان المسيح له المجد يقول ” الذى عندكم تمسكوا به إلى أن آجىء ” .

فشكرا لله أن لدينا إمكانيات فى شعبنا أن نحافظ على وديعة الإيمان وأن نحفظه صافيا سليما على صورته البسيطة بلا تعقيد وبلا تكلف . هذه القصص التى سمعنا بعضها الآن والتى تسمعون من أمثالها الكثير فى مختلف المناسبات . أعتقد أنها دليل على شدة إيماننا بما لا يرى ، والإيمان بحسب تعريف الرسول ” الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى ” .

فنحن لا نحتاج فى مصر إلى الأدلة العقلية والبراهين الكثيرة التى يحتاج إليها غيرنا ، أدلة علمية أو فكرية أو نصوص كثيرة ، إنما هذه البساطة التى نتعامل بها فى يقين كامل مع العالم غير المنظور، تجعلنا أكثر يقينا لحقائق الإيمان مما تجتمع له الأدلة العقلية والأدلة النقلية وما إليها من براهين علمية .

هذه البساطة ، بساطة الإيمان تجعلنا على يقين من أن شعبنا وقد اقتربنا إلى الأيام الأخيرة ، اقتربنا من المجىء الثانى ، تجعلنا على يقين من أننا نطمئن ، نطمئن على شعبنا أنه فى الضيقة العظيمة المقبلة التى يمتحن فيها الإيمان وسوف يمتحن ، نطمئن أن شعبنا سيبقى بإذن الله راسخا وسيبقى ثابتا لا يتزعزع .

إن مصر التى هرب إليها المسيح من ألفى سنة . إن فى هذه الأرض خصوبة وفى هذه الأرض ثروة ، فى كل شبر من أرضنا بركة نتيجة الدم الذى سفك من أجل المسيح ، ونتيجة الدموع التى انهمرت من عيون القديسين ، فى عبادة صادقة. صدقونى إننى حينما أدخل إلى إحدى كنائس مصر القديمة ، وأنظر إلى التراب أشعر فى يقين أن هذا التراب مقدس ، وأن هذا التراب فيه إشعاعات، فيه مواد مشعة لا أتكلم بمحسنات بديعية وإنما فى يقين الإيمان أن تراب هذه الكنائس القديمة سقطت عليه روحانية القديسين، دخلت فيه إشعاعات روحانية فجعلته مدشنا ومقدسا ، ليس ترابا عاديا إنه تراب مكهرب ، تراب ممغنط ، دخلت فيه مغناطيسية روحانية غير منظورة ونحن نؤمن بغير المنظور. وشعبنا أكثر شعوب العالم قدرة على أن يفهم معنى المنظور ومعنى غير المنظور.

هذا البابا كيرلس ظاهرة ، ظاهرة روحية ، فى أوائل عهده كنت أحس أن هذا الرجل غامض ، وأن فيه كنوزا مخبوءة ، وهذا أسلوب روحانية الآباء . إنه كان لا يتكلم كثيرا ، ما أقل ما كان يتكلم الرجل ، ما أقل ما كان يعظ ، لا لأنه يجهل الوعظ فقد كان فى حياته الأولى واعظا، وحينما كان فى مدرسة الرهبان اللاهوتية أعلم أنه كان يعظ، وكانت عظاته تتميز أحيانا بالطول ، لكن الأمر العجيب أنه بعد أن صار بطريركا صمت عن الوعظ وصارت كلماته قليلة ، لكن كل إنسان يعرف أن البابا إذا تكلم فكل كلمة منها رسالة ، تحمل رسالة لها قوة ولها فاعليات وقوة نافذة . وقد تعلم الأقباط فى عهد البابا كيرلس أن لايستهينون بكلمة واحدة يقولها البابا ، حتى لو لم يفهموها فى حينها ، إنما تعودوا أن هذه الكلمة التى فى وقت ما سمعها الإنسان ولم يعيرها إهتماما ، مضت الأيام وجرت السنين وإذا بهذه الكلمة يثبت أنها كلمة لها معناها . فاتعظ الناس بعد ذلك ولم يعد واحد أبدا يقول له البابا كيرلس كلمة إلا وأصبح يلوكها ويحركها فى فمه وفى فكره ويجترها، لأنه يعلم أنها ليست كلمة بسيطة ، إنها أحيانا ليست رسالة فقط إنما أحيانا كثيرة تكون أيضا نبوءة .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا كيرلس ظاهرة روحية قَلّ أن يظهر مثلها
البابا كيرلس السادس ظاهرة روحية فريدة
أصبح البابا كيرلس ظاهرة فى جيلنا
أصبح البابا كيرلس ظاهرة فى جيلنا
البابا كيرلس السادس كان ظاهرة فى الكنيسة


الساعة الآن 09:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024