بواسطة روحك القدوس والمقدِّس، إلى قيامتك المجيّدة، لأتذوّق هناك تمجيدك ومجدك، وأتذكّر «أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا» (روم 8/ 18)! وعندها سأعود حاملًا من جديد صليبك، بحماسٍ يفوق حماس الماضي؛ وسأعود إلى استقبال الحبّ المعطَى لي مِن لدنك، وسأشارك فيه الآخرين كلّهم، حتّى الأعداء منهم. فأنسلخ عن أنانيّتي وعدم محبّتي، وأغفرُ راضيًا مِن أعماقي. أجل، فما المعنى الحقيقيّ والأصيل للصليب إلَّا هذا السّعي المستمرّ الشّاق إلى محبّة الله والقريب على نحو جادٍ وعميق؟!