رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطة الرسول بولس نلاحظ أولاً اختلافتين بسيطتين في آ 1. نقرأ عادة "المسيح يسوع". ولكننا نجد في عدد من المخطوطات (من السريانية البسيطة مثلاً) "يسوع المسيح". وتأثّر بعض النسّاخ بما في فل 1: 1 فزاد لفظة "جميع"، قال: "إلى جميع الأخوة القدّيسين". ونلاحظ ثانياً مسألة كبيرة جداً: غياب عبارة "في أفسس" في أقدم المخطوطات (بردية 46، السينائي، الفاتيكاني) كما في كتب الآباء مثل اويجانس وغيره. سنعود إلى هذه المسألة في معرض التفسير. هذا على مستوى الدراسة، فماذا نقول في التحليل؟ تخضع التحيّة الرسائليّة في العالم القديم لنموذج محدّد: المرسِل مع ألقابه إذا وُجدت، المرسَل إليه وصفاته، التمنّيات. نجد النموذج اليوناني الكلاسيكي في إيجازه في يع 1: 1: ومن يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح". هنا نتذكّر رسالة القائد الروماني إلى الوالي فيلكس: "من كلوديوس ليسياس" (أع 23: 26). إن النموذج البولسي يبدو ثابتاً في التصميم متبدِّلاً في التعبير. وهو يقابل رسمة شرقيّة انتشرت في البلاط الفارسي، فوصل إلينا مثالاً عنها في دا 4: 1 حسب ترجمة تيودوسيون. ونجد نماذج عن هذا المثال في محيط ساميّ. مثلاً: رؤيا با 78: 2. هذا النموذج مهمّ لمن يريد أن يعالج النصّ. فالقارىء لا يدخل في مراسلة شخصيّة، بل يقف أمام تعليم يرتدي سلطة (سلطة الرسول بولس هنا)، ويتوجّه من أجل القراءة العلنيّة: قراءة خلاله الاحتفال الليتورجي. نقرأ في كو 4: 16: "وبعد أن تُتلى هذه الرسالة عندكم". فالطابع الرسمي للرسالة يبدو واضحاً منذ البداية، ويبرز في المقابلة بين اللغة الليتورجيّة واللغة السياسيّة. |
|