رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى دوّن بولس الرسول أف؟ فقد تكون دوّنت بين سنة 70 وسنة 80. وقد تمّ تدوينها في أفسس التي عرفت تيخيكس واونسيموس. والقرابة مع رسالة أغناطيوس الانطاكي إلى أفسس (حوالي 110)، تجعلنا أقرب إلى سنة 80 أكثر منه إلى سنة 100. وقال آخرون: إذا كانت النظرة إلى الكنيسة هي تلك التي عرفها الجيل الذي بعد الرسل، إلاّ أننا لا نجد أي تلميح إلى اضطهاد دوميسيانس الذي حصل سنة 95. وهكذا تكون أف دوّنت قبل سنة 95. أما إذا قلنا إن بولس هو صاحب أف، يُطرح السؤال بشكل آخر: يجب أن نحدّد الموضع الذي فيه دوّنها: أفسس، قيصرية، رومة. إذا قابلنا بين 1 كور، غل، 2 كور، فل، روم من جهة، كو وأف من جهة أخرى، نفهم أننا نحتاج إلى حقبة من الزمن لنفصل المجموعة عن أختها. لهذا نترك سجن أفسس ونتحدّث عن سجن قيصرية أو سجن رومة. ويميل الشرّاح إلى قيصريّة: رافق سكرتير بولس إلى قيصريّة، فدوّن أف بعد كو بوقت قليل. أن نتحدّث عن بولس في نهاية حياته الرسولية، أو عن سكرتير عاد إلى تعليمات أعطيت له، أو عن أحد "ورّاث" بولس الذي وجد نفسه أمام وضع خطير يجتازه العالم المسيحيّ بعد اختفاء الرسل، فنحن في أف تجاه رسمة تقدّم الأجوبة الكبرى للمسيحيّين المتطلّعين إلى مستقبلهم. فصاحب أف يريد من المؤمنين أن يعوا التبدّل الجذري الذي تمّ في العالم بعد موت المسيح وارتفاعه. أنشد عطيّة الله التي تسجّلت منذ الآن في الكنيسة، جسد المسيح. وأدرك في هذه الكنيسة بداية وضع جديد لا يمكن الرجوع عنه. وهكذا لن تعود أف، شأنها شأن 1 كور، 2 كور، 1 تس، 2 تس، غل، رسالة ظرفيّة. رسالة كُتبت في وضع معيّن من علاقاتها مع الرسول. إن أف هي عرض تعليميّ للإيمان المسيحيّ على مثال ما في الرسالة الأولى ليوحنا أو الرسالة إلى العبرانيين. |
|