رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماهي الصلاة؟وكيف نصلي؟ولماذا؟ أكلمكم اليوم عن الصلاة.. طبعا كلكم تصلون ولكن المهم ماهي الصلاة الحقيقية؟ السبت 12 مايو 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الصلاة في معناها السطحي والبسيط هي حديث مع الله, ولكنها في معناها الأعمق هي صلة بالله,ولعل كلمة صلاةلغويا قد اشتقت من معني الصلة,إذ هي صلة حب بالله...صلة عاطفة واشتياق وأيضا صلة احتياج. الصلاة في معناها السطحي والبسيط هي حديث مع الله, ولكنها في معناها الأعمق هي صلة بالله,ولعل كلمة صلاةلغويا قد اشتقت من معني الصلة,إذ هي صلة حب بالله...صلة عاطفة واشتياق وأيضا صلة احتياج. ومن هنا فإن الصلاة تنبع أصلا من القلب لأنه نبع تلك العواطف كلها وما كلام الصلاة إلا تعبير عما في القلب من عاطفة, وهكذا نري أن الرب قد وبخ أولئك الذين يصلون فقط بشفاههم وليس من قلوبهم فقال هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداأش29:12مت15:8. المهم إذن في القلب كما قال الربيابني أعطني قلبكأم23:26وهكذا يمكن للقلب أن يصلي بدون كلام:فخفقة القلب نحو الله صلاة واشتياق القلب إلي الله صلاة والقلب قد يدفع اللسان ليتحدث إلي الله فتكون صلاة من كليهما كما نقول في التسبحةقلبي ولساني يسبحان القدوس. ومن صلاة الاشتياق إلي الله قول داود النبي كما يشتاق الأيل إلي جداول المياه,كذلك اشتاقت نفسي إليك يا اللهعطشت نفسي إلي الله,إلي الإله الحي,متي أجيء وأترايء قدام اللهمز42:2,1يا الله أنت إلهي إليك أبكر عطشت نفسي إليكمز63:1إذن هو من فرط اشتياقه إلي الله يصلي وصلاته تروي نفسه العطشانة إلي الله. الصلاة هي فتح القلب لله ليتحدث معه أو يبثه مشاعره. أو هي عرض لكل مافي القلب علي الله في صراحة كاملة لايخفي علي الله شيئا مما فيه. الصلاة هي الشعور بالوجود في حضرة الله أو هي الدخول إلي حضرة الله يذكرنا هذا بقول إيليا النبي حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه1مل18:5الصلاة هي التصاق القلب,بالله هي التقاء معه إما أن نصعد نحن إليه أو أن ينزل هو إلينا,هي إذن شركة مع الروح القدس هي إلغاء لاستقلالنا عن الله بأن نضع أنفسنا بين يديه ونقول لهلتكن مشيئتك مت6:10. الصلاة هي طلب منا للتدبير الإلهي, هي اعتراف منا بعدم كفاية جهدنا وعدم كفاية ذكائنا ولذلك نلتجيء إلي قوة أعلي منا ونعتمد عليها ونجد فيها رعايتنا,هي تسليم حياتنا لله,وثقة منا بحسن تدبيره لنا. الصلاة هي تحويل النفس إلي سماء وإلي عرش لله,وهي دعوة منا لله أن يدخل إلي قلوبنا فتكون مسكنا وعرشا له وعن هذا قلت في قصيدةهمسة حب: في سماء أنت حقا إنما كل قلب عاش في الحب سماك عرشك الأقدس قلب قد خلا من هوي الكل فلايحوي سواك الصلاة هي جسر يصل بين الأرض والسماء لذلك شبهوها بسلم يعقوب الواصلة بين الأرض والسماء بها نعبر إلي السماويات حيث لا عالم أرضي هناك بل الصلاة هي مفتاح السماء. الصلاة هي لغة الملائكة وعملهم لذلك لقبوا المتفرغين بعمل الصلاة بأنهم ملائكة أرضيون أو بشر سمائيون. بل الصلاة هي طعام الملائكة والروحيين بها يتغذون وبها يعيشون ويتمتعون بمذاقها ولعله عن هذا قال داود النبي في المزمورذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز34:8. الصلاة هي مذاقة الملكوت,تبدأ هنا وتكمل هناك, وإذا تعلق بها إنسان تصير الصلاة له حياة وتصير حياته صلاة. هناك قديس نلخص سيرة حياته الكاملة في عبارة واحدة هيكانت حياته صلاةكانت صلاة دائمة بغير انقطاع 1تس5:17لم يمر وقت تنقطع صلاته فيه ولا لحظة واحدة يقول فيها العازفسلاه!حتي في نومه لاينقطع حديثه مع الله:وبالعقل الباطن وفي اللاوعي-أتري هذا أيضا ينضوي تحت عبارة كنت أذكرك علي فراشيمز119؟. إن من ينجح في الصلاة لايفضل عليها عملا آخر أيا كان من أجلها هرب القديسون من العالم ومن الأشياء التي في العالم وبحثوا عن الهدوء والسكون وأحبوه بكل قلوبهم لكي ينفردوا مع الله ويتحدثوا إليه وينشغلوا به وحده. الإنسان الناجح في صلاته لايستطيع أن يتركها بل ينشد أمام الملائكة أغنيته المحبوبةأمسكته ولم أرخهنش3:4وهكذا فالمقياس المثالي لنجاح الصلاة أن المصلي إذا ما بدأها لايستطيع أن ينهيها بعكس الإنسان الذي يفرح إذا ماختم صلاته وقال:آمين. مقياس آخر للصلاة وهو أن تخرج من قلب نقي محب لله. ولهذا كانت صلاة الأشرار غير مقبولة أمام الله بل هيمكرهة للربأم15:8لأنها لاتصدر من قلب نقي إلا إن كانت صلاة من إنسان خاطيء يطلب التوبة كالعشارلو18:13ويصلي بقلب منسحق خاشع وقد قال الرب للذين يصلون بغير نقاوة قلبحين تبسطون أيديكم,أستر عيني عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع,أيديكم ملآنة دما,اغتسلوا,تنقوا,اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني,كفوا عن الشرأش1:16,15 الصلاة ليست مجرد طلب, فقد يصلي البار ولايطلب شيئا..إنما صلاته هي تأمل في كمالات الله وعظمته وصفاته المحببة إلي النفس كصلاة السارافيم في قولهمقدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرضأش6:3هذا اللون من الصلاة يسمي صلاة التسبيح والتمجيد وهو أسمي من الطلب. حقا لايستطيع أن يتمتع بالصلاة كما ينبغي من له طلب آخر غير الله وحده لذلك ما أجمل قول داود النبي في صلاتهطلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس لاتحجب وجهك عنيمز27:9,8. هناك أشخاص لايصلون إلا ليطلبوا من الله شيئا فإن لم يوجد شيء يطلبونه لايصلون كأن منفعتهم الشخصية وحدها هي الدافع إلي الصلة بالله!وهؤلاء يوبخهم القديس باسيليوس الكبير بقوله:إذا وقفت لتصلي فلا تبدأ صلاتك بالطلب لئلا يظن أنه لولا الطلب ماكنت تصلي!ثق أن جميع احتياجاتك ستأتيك دون أن تطلب ولتكن صلاتك لا طلبا,بل حبا. والإنسان عندما يحب الله يحب ملكوته فيطلب أولا ملكوت الله وبرهمت6:33وبهذه الطلبات تبدأ الصلاة الربية التي علمنا الرب إياهاليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتكمت6:10,9ونحن نطلب ملكوته أيضا داخلنا. أما أنت يا أخي إن كنت لم تصل بعد إلي الصلاة التي كلها حب فاطلب من الله ما تريد وكن صريحا مع الله. افتح له قلبك وحدثه بكل مافيه وإن لم يكن فيك هذا الحب صل لكي يعطيك الرب إياه,قل له باستمرار أعطني يارب أن أحبك وعندما يعطيك الرب هذا الحب تقول له مع المزمور باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من لحم ودسممز63:5,4. وحبك لله لايمنع خشوعك أمامه في الصلاة بل يزيده وهكذا تكون الصلاة بالسجود أو الركوع وبرفع اليدين وحفظ الحواس وبالانسحاق والشعور بعدم الاستحقاق ويكون خشوعك شاملا لخشوع الجسد والروح معا وتكون صلاتك بحرارة. ولتكن صلاتك بتركيز وفهم,تعني وتقصد كل كلمة تقولها. ولتكن صلاتك بإيمان فالرب يقولكل شيء مستطاع للمؤمنمر9:23. ولاتنس عنصر الشكر في صلاتك فالكنيسة وضعت صلاة الشكر في بداية كل صلاة. والكتاب يقولشاكرين في كل حين علي كل شيءأف5:20. وفي صلاتك اذكرني أنا أيضا,وأطلب إلي الرب عني. |
|