رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روح جديد وأرض جديدة بدت المسيحانيّة لنا كتعبير من تعابير الخلاص عند حزقيال. فبأيَّ تعابير أخرى سيحقّق يهوه وعده؟ بإعادة شعبه إلى وطنه، ليسير بحسب شرائع الله، ويمارس عاداته، لأنه سيعود ليكتشف الحضور الإلهي في وسطه. أ- على جبال إسرائيل 36: 16- 38 1- الإطار الأدبي يشكّل 36: 18- 38 جزءاً من مجموعة الأقوال النبويّة والرؤى بعد سقوط أورشليم، سنة 587 ق. م. إنّ النبوءة السابقة تتضمّن أقوالاً نبويّة مُوجَّهة إلى جبال إسرائيل. حيث يتعلّق الموضوع بإعادة إسرائيل إلى بلاده، وتخليصه من "استهزاء" الأمم (36: 1- 15). إنّ ازدياد عدد السكان على أرضهم، وترميم البلاد، يهدفان إلى خلاص الشعب ومعرفته ليهوه (آ 11). أمّا النص الثاني، (37: 1- 14)، فيصف عظاماً يابسة ويوحي بوضع إسرائيل الحالي، قبل قيام روح يهوه. وهكذا، فإنّ 36: 16- 38 يقع في مجموعة متمحورة حول عطيّة الروح كباكورة العودة من المنفى. 2- تحديد موضع النص يبدأ النص بالعبارة النبويّة المعتادة عند حزقيال: "وكان إليّ كلام الرب قائلاً:..." (آ 16). ومن ناحية أخرى، فإنّ 37: 1 يقدِّم نموذجاً آخر من التعبير الذي يستعمله النبيّ ليبدأ معظم رؤاه، كما في 1: 3. وكلمة "ادم" موجودة في 36: 1 وفي نهاية الفصل (آ 38). وتشكّل تضميناً، بحيث توضح حدود مجموعة حز 36: 16- 38. وأخيراً، فعبارة "يقول السيّد الرب" تختتم عدَّة نصوص في سفر حزقيال، كما في 35: 15 ب؛ 37: 14؛ 37: 28 الخ... إذن، إنّ حزقيال 36: 16- 38 يشكّل وحدة، متميِّزة بنوعها الأدبي عن الوحدة التالية (37: 1- 14). 3- البنية يقسم 36: 16- 38 إلى أقسام عديدة، فيبدو محكم البناء. إنّ آ 16- 17 أ تفتحان النبوءة لتكشفا الرسالة وتشهدا على أنّ الكلام الذي ينقله حزقيال صادر عن الله. أما في آ 17 ب- 19، فالتعابير: "نجسّ"، "أفعال" "طريق أو سلوك"، تتكرّر عدّة مرات، والمقصود هو التشُّرد في البلدان الغريبة بسبب السلوك السيىء لبيت إسرائيل. وتتجاوب آ 20، 24 من خلال التناقض بين التعابير: "... خرجوا من أرضه" و"آتي بكم إلى أرضكم". إنّ اللهجة ضمن آ 20- 24 تركّز على "الإسم القدّوس" ليهوه، إذ يتكرّر التعبير عنه أربع مرات. وكلمة "نجاسة" الموجودة في آ 25 و29 أ، تشكّل تضميناً آخر يسمح بالتمييز بين آ 25- 29 أَ وآ 24، 30. إنّ نجاسات الشعب، المذكورة في الآيات 17- 19، قد تطهّرت في الآيات 25- 29 أَ. ينتج مما تقدّم أنّ هاتين الفقرتين الأخيرتين تتجاوبان، وتحيطان بالآيات 20- 24. وهكذا، نجد أيضاً تصالباً مبنياً بحسب الرسم البياني التالي: (أ) 17- 19 شعب نجس. (ب) 20- 24: الله سينقذ إسرائيل لأجل "اسمه القدوس". (أ أ) 25- 29 أ تطهير الشعب النجس. إنّ الفعل "كثّر" في 29 ب 30 و37 يحيط بقسم ثانٍ من النص هو 29 ب- 38. ففي البداية إنّ الآيات 29 ب- 32 تظهر يهوه يُكثِّر الحنطة والثمار ليتلافى مجاعة شعبه. ثم تأتي آ 33- 36 لتذكِّر بالمدن التي ستصير مأهولة في البلاد، بعد تطهير الأمم وشهادتها للرب. وأخيراً، فإنّ الشعب سيتكاثر ويجتمع في اورشليم (آ 37- 38). وهذا ما يَظهر في رسم بيانيّ جديد: (أ) 29 ب- 32: تكثير الحنطة، تلافي الجوع، دعوة إلى الإرتداد. (ب) 33- 36: مدن مأهولة، وشهادة الأمم. (أ أ) 38- 37 نموّ الشعب في أورشليم/ معرفة الرب. إذا كانت آ 17- 29 أ تحتوي الوعد بالخلاص، والسبب الذي سيجعل يهوه يعمل، فإنّ آ 29 ب- 38 تصف الإنجاز المنظور لهذا الخلاص، وترميم بيت إسرائيل على أرضه. يمكن أن نقدّم نظرة عامة إلى 36: 16- 38: 17- 19 (التشتت) 37- 38 (إعادة توحيد البلاد) 20- 24 (ليس لأجلكم أنا صانع) 29 ب- 32 (ليس لأجلكم أنا صانع) 25- 29 أ (تسكنون الأرض التي أعطيتها 33- 36 (لتُسكن المدن) لآبائكم (صارت كجنة عدن/ وصارت محصّنة معمورة). (أ)- 17- 19 "شتّت" (ب)- 20- 24: "ليس لأجلكم أنا صانِع" (ج)- 25- 29 أ: "سكن" (ب بَ)- 29 ب- 32: "ليس لأجلكم أنا صانع" (ج جَ)- : 33- 36: "سكن" (أأَ)- 37- 38: "جَمَعَ". هذا الرسم البيانيّ يُظهر لنا تقاطعاً متصالباً محاطاً بتضمين: 20- 24//29 ب- 32 مع العبارة "ليس لأجلكم أنا صانع؛ 25- 29 أ// 33- 36 لأنّ فعل "يسكن" ورد في الفقرتين. وأخيراً، 17- 19// 37- 38 وهما تتجاوبان من خلال تناقضهما. في آ 19، الفعل "شتّت"، يجاوب آ 38 حيث نقرأ الفعل "جمع". |
|