رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي. المظلة هي التي يقيمونها أثناء الحرب للملك ليجلس تحتها وسط جيشه، ويحيط به مجموعة من الجنود جبابرة البأس ليحموه. فيعلن هنا داود أن الله هو الذي كان يخبئه، ويحميه في المظلة، مستخدمًا الجنود وهذا يبين مدى رؤية داود لله، وإيمانه بأنه حصنه. أثناء النهار يكون الحر في الصيف شديدًا؛ لذا يلتجئ الإنسان إلى الخيمة؛ ليستتر داخلها، وفى الشتاء الممطر يختبئ أيضًا فيها من المطر والبرد. وداود يشعر أن الله يستر عليه في الخيمة، بل يستتر أيضًا داود في خيمة الله التي فيها تابوت العهد، عندما يلتجئ إليه بالصلاة فيتحصن بالصلاة في خيمته. الصخرة ترمز للمسيح، أي الله القوى، الذي لا يمكن اختراقه، فإذ يتحصن فوقها داود لا يستطيع عدوه أن يصل إليه. إن داود يمثل الإنسان الروحي الذي يتدرج في حياته الروحية، فيختبئ في المظلة، التي تغطى رأسه، ثم يستتر داخل الخيمة حيث لا يراه الناس؛ لأنه داخل أحضان الله. وفى النهاية يصل إلى الصخرة التي يرتفع عليها، وهي الحصن الكامل الثابت، الذي لا يستطيع إبليس أن يخترقه؛ لأن الصخرة ليس لها أبواب، أو نوافذ. إن المظلة والخيمة ترمزان لتجسد المسيح الذي أخفى لاهوته في جسدنا المتغير بالموت، مثل المظلة والخيمة المتنقلة من مكان لآخر. واختباؤنا، واستنارتنا في المسيح يتم من خلال تناولنا جسده ودمه، فهو يخفى نفسه تحت أعراض الخبز والخمر؛ ليعطينا أكبر قوة في العالم تنصرنا على جميع أعدائنا. عندما اشتهى موسى أن يرى الله، خبأه في نقرة داخل الصخرة (خر33: 22) وحينئذ تمتع برؤية الله وصار وجهه يلمع. فكل من يلتجئ إلى المسيح الصخرة ينال رؤية الله ومعاينته، أي يختبر الملكوت وهو على الأرض. عندما عطش شعب الله في برية سيناء، وتعرض للموت ضرب موسى الصخرة، فأخرجت ماء وشرب الشعب. والصخرة كانت هي المسيح، كما قال بولس الرسول (1 كو10: 4) فمن يلتجئ للمسيح يرتوى بعمل الروح القدس فيه. إن المظلة والخيمة والصخرة ترمز للكنيسة، فالكنيسة مظلة يختبئ فيها المؤمن من سهام العدو، ويستتر في الخيمة من حر النهار، أي التجارب، ويرتفع فوق الصخرة، أي يتمتع بعمل الله فيه. إن الصخرة ترمز للإيمان القوي الثابت، الذي نتمتع به، إن عشنا دائمًا في المسيح. |
|