تشير عبارة " أَجالَ طَرْفَه فيهِم " إلى عبارة مألوفة لدى إنْجيل مرقس التي تُبيّن حالة يسوع من الغضب والاغتمام (مرقس 3: 34 و5: 32 و10: 23و 11: 11). أمَّا عبارة " مُغضَبًا مُغتَمًّا لِقَساوةِ قُلوبِهم " إلى غضب مصحوب بحزن على انغلاق قلوب الفِرِّيسيِّين وقساوتها، والغضب ليس خطأ في ذاته، بل الأمر يتوقف على ما يدفعنا للغضب. فنوع الغضب الجائز هو الغضب على الخطيئة إذا كان مصحوبًا بالحزن والشّفقة على الخاطئ. والمسيح لم يردَّ بغضبه أذى الفِرِّيسيِّين ولا الانتقام منهم، بل أغضبه قَساوةِ قُلوبِهم وعبَّر عن غضبه بتصحيح المشكلة وذلك بشفاء يد الرَّجل. قال بولس الرَّسول "اِغْضَبُوا وَلَا تُخْطِئُوا" (أفسس 4:26). فالغضب في محله فضيلة لا رذيلة. فالغضبُ في الحزن يسمو به، والحزنُ في الغضبِ يقدِّسه ويجعله فضيلة ساميَّة. انفرد مرقس بين الأناجيل الإزائيَّة بذكر غضب يسوع في هذه الحادثة. هل نستخدم غضبنا في إيجاد حلول بنَّاة ام لنزيد تعقيد المشكلة؟