اليوم حلّ الخلاص بهذا البيت
صلاة البدء
نرافقك يا يسوع. دخلت أريحا. اجتزت أريحا كلها. وما دعاك أحدٌ إلى بيته. ونرافقك إلى بيت زكا الخاطئ. فننال منك كما نال هو كلمة الخلاص. نريد أن نستقبلك أنت يا من تقرع الباب. نفتح لك الباب فتقيم عندنا.
قراءة النصّ
لو 19: 1- 10
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- ما موقف لوقا من الأغنياء؟ وهل الغنى يحرّرنا أم يقيّدنا؟
- ما الذي فعله زكا ليجد الحريّة في المسيح؟
- هل يكفي أن نستقبل يسوع في صلاة أو تأمل أو فعل عبادة؟ ماذا ينقصنا بعد؟
دراسة النصّ
جاء خبر زكا بعد خبر الأعمى. شفى يسوع الأعمى وهو داخل إلى أريحا، فدلّ على ما يفعله ملك من الملوك حين يدخل إلى مدينته. وشفى زكا وهو خارج من أريحا، فدلّ على أنه ذاهب إلى أورشليم لكي يموت من أجلنا ومن أجل خلاصنا نحن البشر. طلب الأعمى بوضوح: أن أبصر يا سيّد. أما زكّا فما تجاسر أن يطلب. قال الأعمى مثل الفريسي الذاهب إلى الهيكل: ارحمني أنا الخاطئ. أما زكا فما رفع صلاة. بل اكتفى بأن ينظر إلى يسوع. صرخ الأعمى المتسوّل: يا ابن داود ارحمني. أما الغني زكا فما تجاسر أن يطلب شيئًا. ولكن يسوع بادره إلى الكلام، بعدما قرأ ما في قلبه من حاجة. دعاه باسمه وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد: انزل سريعًا يا زكا.
عند الأعمى، دلّ يسوع على الإيمان الذي يخلّص. إيمانك شفاك، أحياك. وعند زكا، كشف مبادرة مجانيّة من قبل ابن الإنسان. كلاهما التزما تجاه يسوع، وكل بطريقته. واحد تبع يسوع وهو يحمد الله. والآخر استضاف يسوع ووزّع أمواله على الفقراء فكان له كنز في السماء. وهكذا دخل واحد منهما في الخلاص بطريقته، حسب شخصه وحسب ما طُلب منه.
طلب زكا أن يرى يسوع. وهذا كان يكفيه. لهذا صعد إلى الشجرة. وكان راضيًا لو أن يسوع نظر إليه بحنان. لو أنه زاره زيارة قصيرة، وسمعتُه سيّئة في أريحا. ولكن يسوع ما اكتفى بكل هذا. بل قال له: أريد أن أقيم عندك. أي يومًا ويومين وأكثر من ذلك. أجل، سيصبح بيت زكا كنيسة يأتي إليها الناس لكي يسمعوا يسوع فينالوا الخلاص. فتح زكا الطريق، وسيتبعه عشّارون وخطأة كثيرون. ونحن أيضًا.
زكا هو غنيّ. هذا يعني في نظر لوقا أن الدخول إلى ملكوت الله صعب جدًا. ولكنه نال الخلاص. طلب أن يرى يسوع، فاكتشف ذاك الذي يحمل الخلاص. لم يكن نظره نظر الفضول والحشريّة مثل هيرودس مثلاً (23: 8). بل نظر ذاك الذي يطلب الحياة الأبديّة. فاكتشف فيه يسوع وارث مواعيد الله لابراهيم. فهذا الخاطئ يبقى رغم الظواهر، من أبناء ابراهيم. هو نعجة ضالة جاء يسوع يبحث عنها. فوجدها وحمل لها الخلاص.
التأمل:
نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط. بما يفترق موقفنا عن موقف الناس؟
هل نحن عائق أمام الناس فنمنعهم من الوصول إلى يسوع؟
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه، ونذهب إلى يسوع. قد تكون مسيرة ناقصة، قد نبحث عن فائدة ماديّة. ولكن يسوع هو الذي في النهاية يقدّم لنا الخلاص.
تأوين النصّ
زكا شخص معروف. من قامته. من وضعه الاجتماعي. هو قصير القامة. ثم هو من فئة الخطأة المشهورين بجمع الثروة والتعامل مع العدو. هو عشّار وجابي ضرائب. اذن هو سارق. بل هو رئيس العشّارين. يعني رئيس السرّاق. ثم إن غناه يشكّل حاجزًا بينه وبين النداء إلى الإنجيل على مثال الشاب الغني (18: 18- 27). ومع ذلك، كان لقاء لهذا الرجل مع يسوع. هو ما كان يستحقّ. ولكن يسوع تجاوز كل العوائق.
صعد زكا إلى الشجرة لأن الجمع يمنعه من أن يرى يسوع. وهكذا وقع نظره على نظر يسوع. وكان الفرح العظيم. والجمع يمنعه من أن يستقبل يسوع في بيته. والعائق الثالث هو ثروته التي جمعها بالحلال والحرام. وزال هذا العائق الثالث، وهكذا تمّ اللقاء في العمق بين يسوع وزكّا. أجل، الربّ هو الذي يقدّم الخلاص، ولكن يجب على الإنسان أن يتقبّل هذا الخلاص. هذا ما فعله زكا. بدّل حياته فما اكتفى بالكلام. ونحن؟
صلاة الختام
الصلاة الربّية أو ترتيلة