رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُهُ بِبَرَكَاتِ خَيْرٍ. وَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجًا مِنْ إِبْرِيزٍ. طلب داود من الله أن ينقذه من أعدائه وينصره عليهم، ولأنه لم يطلب شيئًا لمجده أعطاه الله النصرة، وأضاف عليها بركات أخرى إلهية؛ هي خيرات مختلفة؛ مثل الغنى واتساع مملكته. وهذا ما فعله الله أيضًا مع ابنة سليمان، الذي طلب الحكمة، فأعطاه إياها، بالإضافة إلى الغنى، فكان أغنى إنسان في عصره. يعلن داود أن هذه البركات تتقدم الإنسان المتكل على الله، أي يُسهل الله طريقه للوصول إلى الملكوت، ويسهل أيضًا الكثير من نواحى حياته، ويجد في كل طريق يسير فيه بركات إلهية تنتظره، فيشعر بيد الله السخية عليه في العطاء. تنطبق هذه الآية على المسيح في تقدمه ببركات خير، فقبل تجسده أعلن الله نبوات ورموز كثيرة، له، وقيل أن إبراهيم رأى تجسد المسيح وفرح (يو8: 56). فقد عاين رجال الله والأنبياء في العهد القديم تجسد المسيح وفرحوا به، هذه هي البركات التي أفاض بها الله على أولاده في العهد القديم تمهيدًا لتجسده. وضع الله تاجًا من الإبريز (الذهب الخالص) على رأس داود، أي أنه نال بركات مادية وغنائم في انتصاراته، منها تاج ضخم جدًا من الذهب الذي لملك بنى عمون وضعوه على رأس داود بعد انتصار داود على بنى عمون (2 صم12: 30). الناحية الرمزية يكون هذا التاج موضوع على رأس المسيح ويعنى: أ - إكليل الشوك الذي يمثل محبة المسيح الغير محدودة، والتي ظهرت في احتماله كل الآلام لأجل خلاص شعبه. ب - تاج القيامة والصعود؛ أي المجد الذي ناله المسيح في إعلان قيامته وصعوده إلى السموات. ج - هذا التاج هم الرسل الإثنى عشر، الذين يحدثنا سفر الرؤيا على أنهم إثنا عشر كوكبًا يكلل رأس المرأة المتسربلة بالشمس، أي المسيح وكنيسته (رؤ12: 1). د - التاج هو الكنيسة التي هي عروس المسيح، فكما أن المرأة الفاضلة تاج لرجلها (أم12: 4)، فالكنيسة هي تاج الذهب الذي اقتناه المسيح بدمه. وضع الله على رأس داود إكليل المجد، وهو أن يولد المسيح من نسله، وهذا أعظم إكليل أن يدعى المسيح ابن داود (مز110: 1). الإكليل هو إكليل الفضائل الذي يضعه الله على رأس كل مؤمن به في كنيسته، ويجاهد لاقتناء أية فضيلة، فيكلله الله في المجد. |
|