رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قتل العداوة بصليبه وأزال الحواجز بعد عشرين سنة ونيِّف على موت بولس الرسول، ما زالت المسائل هي هي. لا في ذلك الوقت فقط، بل في أيّامنا أيضًا. العداوة. من ليس من أهلي ومن قبيلتي ومن أصلي فهو عدوّي. لهذا قيل في القديم: أحبب قريبك وأبغض عدوَّك. يعني أنَّ من ليس قريبي يجب أن يكون عدوِّي. أستطيع أن أسلبه، أنهبه، آخذ له امرأته وأولاده. أستعبده، أجرُّه إلى آرائي وأفكاري إن لم أكن أستغلُّه. وإذا لم أستطع، أجعل حاجزًا بيني وبينه. هكذا بُنيَ سور الصين في الأزمنة القديمة. وسور مصر لردِّ الغزوات الآتية من آسية أو لإبعاد الجائعين في سنوات القحط والجفاف. وسور برلين الذي سقط والحمد لله. واليوم يُبنى سور في فلسطين. أسوار مادِّيَّة. والأسوار المعنويَّة أقوى بكثير. عنها تتكلَّم الرسالة إلى أفسس. فإذا بقيَت العداوة وارتفعت الحواجز، كيف يمكن أن تتوحَّد البشريَّة؟ وماذا يفعل الله وهو الذي أرسل »المسيح ليجمع في شخصه كلَّ ما في السماوات وما على الأرض« (أف 1: 10). من هنا ننطلق لنتحدَّث عن رسالة وصلت إلى أفسس كما وصلت إلى كولوسّي ولاودكيَّة (كو 4: 16) وهيرابوليس وغيرها من المدن. فالصعوبات هي هي في الكنائس وفي كلِّ مجتمع، لهذا نقرأ هذه الرسالة اليوم ونفحص ضميرنا على ضوء ما يقول لنا بولس وتلاميذه بحيث ندخل »السر« العظيم الذي وصل إلينا فنكون كنيسة واحدة، هي جسد المسيح وهي من »ضحّى بنفسه لأجلها« (أف 5: 25). |
|