يدينون الأمم ويتسلطون على الشعوب، ويملك الرب عليهم للأبد. [8]
الخلاص في ذهن كثير من اليهود هو تمتعهم كأمةٍ بالسيطرة على العالم كله، فيتسلطون على الشعوب في العصر المسياني. لقد فهموا مثل هذه العبارة التي في أيدينا بالمعنى الحرفي، إذ يظنون أنهم أبرار سيسيطرون على كل الشعوب الشريرة، ويلزمونهم بالتهود.
الذين يدركون أن نفوسهم في يد الله [1]، يتمتعون بروح القوة، فيشعرون أنهم ملوك في يد ملك الملوك. حياتهم تتلألأ بانعكاس مجد الله عليهم، فيصيرون ديانين للأمم الرافضة التمتع بمعية الله، ويتسلطون على الشعوب التي تظن أنها صاحبة سلطان على الأبرار.
هذا ويمكننا القول بأننا إذ نُوجد في يد الله نحكم على ما في داخلنا من أمم ونتسلط على ما في داخلنا من شعوب. نحمل سلطانًا على أفكارنا وأحاسيسنا وعواطفنا. بسلطانٍ نقول للأفكار الشريرة أن تخرج فتخرج، ولكل دنس أن يفارقنا فيهرب منا. كما بسلطان نطلب العواطف المقدسة والأحاسيس المملوءة حبًا وبرًا فتسمع لنا.