رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل الابن الضال (لو 11:15- 21).. من رائع القصص القصيرة "إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم لهما معيشته. وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ما له بعيش مسرف.... فرجع إلى نفسه وقال أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك.." • مع الأدباء والنقاد وصف تشارلس ديكنز الكاتب والناقد الكبير مثل الابن الضال بأنه"أروع قصة قصيرة عرفتها البشرية"، وهو بهذا ينضم إلي فريق كبير من الأدباء العباقرة مبتدأ من"وليم شكسبير"حتي"جاريسون كيلر" الذين استوحوا من المثل ما جسًدوه في شخصيات أدبهم: "بيب" و "ستيلا" في "Great Expectationوإميلي" في David Copperfieldللكاتب تشارلس ديكنز. وشخصية"إدموند"في الأسد والعرًافة للكاتب""ك .س. لويس"وشخصية"كريستينا"للكاتب"ماكس لوكادو" • يتضمن المثل ثلاث مراحل المرحلة الأولي: الخروج من بيت الأب 1 – سافر إلي كورة بعيدة --بعد الخاطئ عن الله 2 - بذر ماله بإسراف - أنهك قواه العقلية والأدبية والجسدية 3 - حدوث جوع شديد-- وابتدأ يحتاج 4 - سقوطه إلي الحضيض- حياته وسط الخنازير وطلب الخرنوب المرحلة الثانية: التوبة والرجوع 1 - رجع إلي نفسه وقارن بين حالته الأولي وما صل إليه الآن 2 - اعترافه بخطيئته 3 - عزم علي الرجوع الي بيت أبيه المرحلة الثالثة: اللقاء مع الآب 1. تحنن أبوه وركض إليه وقبله 2. لم يدعه يكمل كلامه وقبله حالا 3. أعاد إليه منزلته الأولي وألبسه خاتما علامة الشرف وحذاء كابن بعد أن كان كالعبيد 4. أعلن فرحه برجوعه وهكذا الله مستعد لقبول كل خاطئ بل السماء تفرح معه برجوع الخطاة يراد بالابن الأصغر الأمم- العشارين والخطاة الذين يعترفون بخطاياهم ويرجعون إلي الله، ويراد بالابن الأكبر اليهود -الفريسيين المتكبرين المتكلين علي بر أنفسهم • خطوات الرجوع للنفس 1. الاقتناع : معرفة الإنسان نفسه بحق أنه خاطئ وبحاجة لمن ينتشله من هوة الخطية العميقة . 2- التوبة عن الخطية، "يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك". "إذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقا وعدلا فهو يحيي نفسه. ... توبوا وأرجعوا عن معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها وأعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة" (حز 27:18 و28). فالرجوع والتوبة عن الخطية هو أسمى عمل نستطيع القيام به 3- الإيمان بصلاح الله وغفرانه الإيمان هو نظرة النفس إلى الله، والاتكال على النعمة الإلهية، والسعي في حياة مقدسة تطيع أوامر الله. نتيجة الاقتناع بكل ما يتعلق بأحوال النفس الطبيعية الساقطة، واحتياجها إلى المغفرة والخلاص - نتائج الرجوع (1) الميلاد الجديد: فيصير المؤمن ابنا لله و شريكاً للمسيح في حياته (رو 6. "الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 3:18). "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3:3). (2) الخلاص السعيد الحياة الجديدة هي الولادة الروحية، فيعطينا الله فكرا جديدا، حياة جديدة، روحا جديدة، نظرة جديدة للحياة، كل شيء جديد."إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة مضت. هوذا الكل قد صار جديدا" (2كو17:5). خلاص في الماضي والحاضر والمستقبل (3) التبرير الأكيد: فإننا تبررنا بإيمان المسيح (غل 2: 16) "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع (رو 8: 1 ومن يؤمن به لا يُدان (يو 3: 18). قال الرسول «من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا» (رو 8: 33، (4) السلام الفريد: «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 1 ينشأ السلام عن المصالحة المبنيّة على وعد الله بأن يصفح عن كل الذين يؤمنون، ويسامحهم ويقبلهم (5) اليقين الشديد: «لكننا نشتهي أن كل واحدٍ منكم يُظهِر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية» (عب 6: 11). «اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتَيْن" (2بط 1: 10 (6) الضمان الوحيد "خِرَافِي تُصْغِي لِصَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي، وَأُعْطِيهَا حَيَاةً أبديَّةً، فَلاَ تَهْلِكُ إِلَى الأبد، وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." (يو 10 : 28 (7) التقديس المجيد: التقديس مرادف للقداسة، والكلمة اليونانية التي تشير لكليهما تعني"انفصال"، أولاً انفصال لحظي والتصاق بالمسيح عند الخلاص، وثانيا عملية مستمرة من التقديس في حياة المؤمن وهو ينتظر عودة المسيح وأخيراً انفصال للأبد عن الخطية عندما نصل إلى السماء "من فضلك عودي !" يخبرنا الكاتب المعاصر"ماكس لوكادو"عن فتاة تدعي"كريستينا"كانت تعيش في احدي قري البرازيل. كانت تشعر بالملل وأن والديها الصارمين يحرمانها من مباهج الحياة. إنها تشتاق إلي روعة الحياة في العاصمة الكبيرة"ريو دي جانيرو" ذات صباح وجدت أمها ماريا فراش كريستينا خاليا. أدركت ماريا في الحال أين ذهبت ابنتها. قامت بسرعة ووضعت بعض الملابس في حقيبة خاصة وأخذت قليلا من المال واتجهت إلي محطة الأتوبيس. ذهبت إلي أستوديو للتصوير وأخذت صورا لنفسها .وضعت الصور في حافظتها وركبت الحافلة إلي"ريو دي جانيرو" وضعت الصور في كل أنحاء المدينة، لم تعثر الأم علي الابنة. عادت الأم منهكة بالحافلة إلي البيت. بعد عدة شهور، قاست فيها كريستينا كثيرا، وقد حطًمتها الوحدة، شحب وجهها، وذبلت نضارة عينيها اللتين تنطقان بالألم والخوف.كم كانت تشتاق آلاف المرات إلي العودة إلي البيت. تذكرت المحبة الدافئة والشعور بالأمن والقبول اللتين طالما اختبرتهما مع أمها، لكنها ظنت أن وقت العودة قد ولًي. في احدي الأيام كانت تهبط درج أحد الفنادق، رأت عيناها وجها مألوفا. تطلعت مرة أخري. وتأكدت أن الصورة الموجودة علي لوحة الفندق هي صورة أمها. رقرقت عينا"كريستينا"بالدموع وجف حلقها وهي تنزع الصورة الصغيرة. قرأت خلف الصورة الكلمات التالية: "مهما فعلت وكيفما أصبحت، لا يهم"من فضلك عودي!"...... وعادت"كريستينا"، وقد تخطت أمها كل هذه العوائق لتجعل ابنتها تعود إلي البيت، وهذا هو ما يعمله الله لأولاده. "فَالرَّبُّ، إِذَنْ، لاَ يُبْطِيءُ فِي إِتْمَامِ وَعْدِهِ، كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْكُمْ، فَهُوَ لاَ يُرِيدُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَهْلِكَ، بَلْ يُرِيدُ لِجَمِيعِ النَّاسِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ" (2بط 3 : 9). |
|