جاء القديس يوحنا المعمدان يهيئ الطريق أمام السيد المسيح بالمناداة بالتوبة وتقديم معمودية التوبة. جاء يعلن لهم أن خلاصهم لا يكمن في انتسابهم الجسدي لإبراهيم أب الآباء، بل بمجيء ذاك الذي ترجى إبراهيم مجيئه.
جاءت هذه النبوة واضحة تمامًا، وقد تحققت في شخص القديس يوحنا المعمدان الذي شهد ليسوع المسيح أنه "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29). لهذا حاول اليهود أن يقدموا تفاسير متنوعة لهذا النص فادعى بعضهم أن ملاخي يتحدث عن نفسه كملاك الرب، وادعى آخرون أنه يُشير إلى ملاك الموت الذي يقود الأشرار ليطرحهم في نار جهنم.
يؤكد النبي أن المسيا الرب يأتي بغتة إلى هيكله، الذي يطلبه الأتقياء، خائفو الرب، منذ أيام آدم وحواء. إنهم ينتظرونه بفرحٍ عظيمٍ، وكما يقول الإنجيلي: كانوا "ينتظرون تعزية إسرائيل" (لو 1: 25)، وفداءً في إسرائيل (لو 1: 38)، إذ هو "مُشتهى كل الأمم" (حجي 2: 7). يجد الكل فيه مسرة قلوبهم.