رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آية يونان النبي كيف صار يونان آية؟ يجيب إنجيل القديس متى قائلاً: “كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال» (مت ١٢: ٤٠). ويضيف إنجيل القديس لوقا قائلا: «كما كان يونان آية لأهل نينوى، كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل» (لو ١١: ٣٠). قد طلب الفريسيون من الرب أن يريهم آية من السماء، متناسين كل الآيات والمعجزات التي عملها بينهم. فأظهر لهم الرب بأن هذا الجيل الشرير، الذي فاق في شره أهل نينوى، يحتاج إلى نوع آخر من الآيات، لأن أهل نينوى تابوا بمناداة يونان دون أن يطلبوا منه آية تثبت صدق كلامه. لذلك رأى الرب يسوع أنهم في احتياج إلى الآية التي من أجلها تجسد ونرل إلى أرضنا، آية موته ودفنه في القبر ثلاثة أيام ثم قيامته من بين الأموات، مقيماً معه كل الذين يؤمنون به في ذلك الجيل وفي كل الأجيال: «أقامنا معه، واجلسنا معه في السماويات» (أف 2 :6). لقد تألب البحارة عل يونان وألقوه في اليم، وصار له بطن الحوت بمثابة “جوف الهاوية” (يون 6: 6). هكذا تألب اليهود عل الرب وصلبوه ودفن في “باطن الأرض”. وكما حفظ الله يونان في بطن الحوت سالماً وكان يعيش عل رجاء أن ينظر هيكل الله مرة أخرى: “ولكني أعود أنظر إلى هيكل قدسك» (يون 2: 5). هكذا قالت النبوة عن الرب يسوع إنه دفن على رجاء: «حتى جسدي أيضاً سيسكن عل رجاء. لأئك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً» (أع 1: 26و27 ، مز16: 9و10). وكما خرج يونان من بطن الحوت بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال، وذهب وكرز لأهل نينوى، هكذا قام الرب من بين الأموات في اليوم الثالث وأعلن بشرى الخلاص للخليقة كلها. والمقصود بـ “ثلاثة أيام وثلاث ليال” ليس ثلاثة أيام كاملة، لأنه في لغة الكتاب المقدس، وفي الأدب اليهودي القديم عامة، يطلق على الجزء من اليوم يوماً كاملاً (مثل ملوك الأول 29:20 أستير4: 16 ، 5 :1 ، لو 21:2). لقد كان نزول يونان إلى بطن الحوت وخروجه سالماً آية لأهل نينوى، أعطتهم حياة بعد أن كان قد صدر حكم الموت عليهم “بعد اربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 4)، هكذا صار موت الرب وقيامته سبب حياة أبدية لجميع الذين يؤمنون به، بعد أن كنا جميعاً تحت حكم الموت بسبب الحكم الذي صار على آدم ونسله: “لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيج سيحيا الجميع، فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان، ايضا قيامة الأموات» (1كو 15: 21و22). |
|