قَدَّم لنا ابن سيراخ أروع وصف كتابي للعبادة في إسرائيل. ففي حديثه يمجد الله الذي وضع هذا النظام والفكر من جهة العبادة. تطلَّع ابن سيراخ إلى النار والحجارة الكريمة والذهب وجمال ألوان الثياب الكهنوتية والأواني المقدسة. حتى الهواء الذي يتنسمه كان مُعطرًا ببخورٍ منعشٍ للغاية والزيوت المستخدمة عطرية، وأصوات الأبواق الذهبية والتسابيح تعطي راحة ولذَّة لآذان المُتعبِّدين.
لم يكن عمل سمعان أن يترك بصمات على التاريخ تمجده، إنما أن يتمتع مع الكهنة والشعب بالكفارة مع البركات الإلهية [21]. خدمته وعبادته تبرزان الفارق بين العبادة التي حسب خطة الله نفسه وعبادة الأمم المحيطة بهم من سامريين، الذين كانوا من دمٍ مختلط بين اليهود والأمم، وأدوميين ويونانيين. بل ما قَدَّمه سيراخ هو دعوة للأمم أن تعبد الربّ بالروح والحق حسب خطة الله، بفكرٍ شبه سماوي ومجيد. لذلك تلقفت الكنيسة الأولى هذا السفر وحسبته "كتاب الكنيسة Ecclesiasticus" يُقَدَّم للموعوظين.