![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 151121 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تحدَّث هوشع ويوئيل النبيَّان عن الله تبارك اسمه كأسد يعطي صوته فترتجف السماء والأرض، فيدرك الكل أنه ملجأ شعبه وحصنًا لهم، يسكن في وسطهم في جبل قدسه في أورشليم مقدسه فلا يقترب إليهم غريب (يؤ 3: 16-17). يزمجر فيجمع شعبه من مصر وأشور ويسكنهم في بيوتهم (هو 11: 10-11). أمًا هنا فعاموس النبي يرى الله القدُّوس كأسد رابض في صهيون يعطي صوته مزمجرًا بسبب خطايا إسرائيل ويهوذا وكل الأمم المحيطة. أنه لا يطيق الخطيَّة تقترب إلى مقدسه وتحيط به، لذا يُزمجر فيهز أساسات الخطيَّة ويحطِّم أعمال الإنسان القديم، تخرج نار من فمه فيحرق قصورها ويبدِّد كيانها! إذ يعطي الأسد صوته تنوح مراعي الرعاة، وييبس رأس الكرمل أخصب منطقة، إذ يدرك الكل أن صوت الرب يُجفف ما قام على الشرّ، ويحطِّم كل ثمر للفساد.! |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151122 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا تقول كلمة الرب على المجاملة أو المداهنة أو التعريج بين الخير والشرّ، إنما على تحطيم الشرّ لإقامة الخير، أو صلب الإنسان القديم لإعلان قيام الإنسان الجديد. فقد زمجر الأسد الخارج من سبط يهوذا مؤكدًا هذا: "ليس أحد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق، لأن المِلء يأخذ من الثوب فيصير الخَرْق أردأ، ولا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة، لئلاَّ تنشق الزقاق، فالخمر تنصب والزقاق تتلف، بل يجعلون خمرًا جديدة في زقاق جديدة فتُحفظ جميعًا" (مت 9: 16-17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151123 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يقول القديس أمبرسيوس: [يمنعنا الرب من الخلط بين الجديد والقديم، ويحرِّم الرسول ارتداء الثوب الجديد فوق العتيق، إنما نخلع العتيق ونلبس الجديد فلا نوجد عراة (2 كو 5: 2-4)]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151124 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد أدرك يعقوب عندما بارك ابنه يهوذا، الذي من صلبه يخرج الأسد الذي يزمجر ضد الخطيَّة ويرعب الموت، إذ يقول: "يهوذا جرو أسد، من فريسة صعدت يا ابني، جثا وربض كأسد وكلبوة من ينهضه؟!" (تك 49: 9). فقد رآه رابضًا كأسد على الصليب، يزمجر على الخطيَّة التي أفسدت الحياة البشريَّة لكي يقتل فريسته -إبليس وأعماله- واهبًا للبشريَّة تقديسًا، جاعلًا منها صهيون وأورشليم المقدَّسة! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151125 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نبوَّة عاموس في مجملها إنما هي زمجرة للأسد من صهيون، فقد بدأت بالتأديبات المرعبة، النار المحرقة للقصور، والمحطِّمة للحصون والمبددة للسكان، سواء من الأمم أو اليهود، لا لتبقى خرابًا بلا ساكن وإنما لكي يفتح أبواب الرجاء على مصراعيه في نهاية النبوَّة؛ فعِوض القصور يقيم خيمة داود الساقطة، وعِوض الحصون يُرمِّم شقوقها بنفسه ويقيم ردمها، ويبنيها كأيام الدهر ويسكن هو في وسطها فيدعى اسمه على جميع الأمم (عا 9: 11-12). أنه يهدم ويبني، يقتلع ويغرس، يحطِّم الإنسان القديم ليقيم فينا الجديد! هذه هي زمجرة الأسد من صهيون، المعطي صوته من أورشليم مقدسه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151126 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() النبي عاموس وتأديب دمشق: 3 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5 وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ، وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ، وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ، وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ، قَالَ الرَّبُّ». في تأديباته للأمم ويهوذا أخذ منهجًا واحدًا في الإعلان عن مقدِّم التأديب أي "الله نفسه"، وعن ذنوبهم الثلاثة والأربعة، وعن عدم الرجوع في التأديب، وعن إرسال نار محرقة... هذه كلها اشتركت معًا في الحديث عن تأديب جميع الأمم ويهوذا، لكن كل أمة اتَّسمت بخطيَّة أو خطايا معيَّنة خاصة بها. في بدء كل تأديب يقول: "هكذا قال الرب..." (3، 6، 9، 11، 13، 2: 1، 4، 6)، فإن كانت ليست كل الأمم تتعبَّد له، لكنه هو ديَّان الجميع، إله الأرض كلها، يدين الكل ويهتم أيضًا بالكل.! أما عن حديثه عن ذنوبهم الثلاثة والأربعة، فإن هذين الرقمين يُشيران هنا إلى مفاهيم كثير، نذكر منها: أولًا: أن رقم 3 يُشير إلى النفس البشريَّة بكونها على صورة الثالوث القدُّوس ومثاله، ورقم 4 يُشير إلى الجسد بكونه مأخوذًا عن الأرض بجهاتها الأربع (الشرق، الغرب، الشمال، الجنوب)، فكأن لله يؤدِّبنا على خطايانا النفسيَّة (مثل الكبرياء والحقد) والخطايا الجسديَّة (مثل حب الترف والتخمة والشهوات الجسديَّة). وكما يقول القديس أغسطينوس: [لأن الخطايا إمَّا أن ترتكب بالذهن كما بالإرادة وحدها، أو بأعمال الجسد أيضًا فتكون منظورة... فإن ثلاثة هي طبيعة النفس، وأربعة بسبب الجسد، إذ يتكوَّن الإنسان من كليهما]. ثانيًا: يرى القديس جيرومأن الذنوب الثلاثة والأربعة، إنما تعني الخطيَّة، وقد تطوَّرت إلى جيلها الثالث وجيلها الرابع، فتحوَّلت من مجرَّد فكرة في الذهن، إلى إعلانها خلال القول، فالعمل، وأخيرًا تصير عادة. فالله في طول أناته لا يعاقب الإنسان عندما تثور الخطيَّة في ذهن الإنسان، وإنما كما قيل: "يجعل ذنوب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والجيل الرابع" (عد 14: 18). هذا يعني أن الله لا يعاقبنا على أفكارنا في الحال، بل على الأفعال الشرِّيرة وعادات الخطيَّة التي تنبع عنها، كما قيل على فم عاموس: "من أجل ذنوب المدينة كذا وكذا الثلاثة والأربعة لا أرجع عنها". مرة أخرى يعلق القديس جيروم على هذه الذنوب الثلاثة والأربعة أنها: أ. التفكير في الشرّ (الذنب الأول). ب. عمل الشرّ (الذنب الثاني). ج. عدم التوبة عنه أو الاستمرار فيه (الذنب الثالث). د. التعليم به (الذنب الرابع). فمن كلماته: [الآن فإن ما يقوله (النبي) هو هذا: لقد قبلت الشرّ وأنا صفحت عنك، لقد فعلت الخطيَّة وغفرت لك، ولم تتب عنها وأعطيتك عذرًا؛ فهل تُعلَّم بالخطيَّة أيضًا.؟! هذا هو ما قصده الكتاب بخصوص الذنوب الثلاثة والأربعة]. هذه هي الذنوب الثلاثة والأربعة التي لا يرجع عنها، بل يرسل نارًا تحرق قصور شرّهم، هي نار غضبه ضد الخطيَّة. إنه لا يطيق الخطيَّة لكنه محب للخطاة! لعلَّ هذه النار هي أيضًا الثمر الطبيعي للخطيَّة، النار الآكلة، فيترك الله الإنسان يجنى ثمر عمله، يحتضن نار خطيَّته فتحرق قصوره الباطلة التي تحمل مناظر برَّاقة مؤقَّتة. هذا بالنسبة للأمم بوجه عام، والآن نتحدَّث عن كل أمَّة على حدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151127 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دمشق هي عاصمة سوريا (آرام)، وقد عاشت إسرائيل قرابة قرن من الزمان في حالة رعب من آرام، وشاهد بعض معاصري عاموس الحرب التي أثارها حزائيل ملك آرام وابنه بنهدد ضد إسرائيل (2 مل 8: 7-15، 28-29، 10: 32-33، 13: 3-7، 22-25)، وكانت جلعاد شرقي الأردن وشمال سوريا مسرحًا لهذه الحرب المريرة، والتي اتَّسمت بقسوة ووحشيَّة، حتى نرى إليشع يبكي، وإذ يسأله حزائيل - قبل اغتصابه المُلك - عن سرّ بكائه، يجيب: "لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من الشرّ، فإنك تطلق النار في حصونهم، وتقتل شُبَّانهم بالسيف، وتحطَِِّم أطفالهم، وتشق حواملهم" (2 مل 8: 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151128 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تحرق النار قصر الملك حزائيل مثير الحروب وابنه بنهدد [4]. فإن كان هذا الملك وابنه يظنَّان أنهما قادران على تحطيم مملكة الله واحتلالها، فإن لله بنار عدله يرد عملهما إليهما، فترتد نار شرِّهما إلى قصرهما، مركز سلطانهما، وموضع تخطيطاتهما، ومكان اطمئنانهما وأمانهما... فيحترق ويتدمَّر. في مرارة أقول أن حزائيلنا الداخلي إنما هو "الذات البشريَّة Ego"، التي تحتل القلب كقصر لها، فتقوم هي وما تولِّده من شرور (بنهدد) على استخدام الإنسان بكل طاقاته وإمكانيَّاته ومواهبه وقدراته للعمل لحساب الشرّ، عِوض أن يملك الرب في القلب ليعمل الإنسان كآلات برّ لله. بالحق فيما تظن "الأنا" أنها قادرة على أن تملك وتُسيطر وتسكن في قصرها الداخلي آمنة، إذا بها تجلب لنفسها نارًا تحرق إمكانيَّاتها وتفقد كل سلطان لها. إذن لنترك قصرنا الداخلي لربنا يسوع عِوض حزائيل وبنهدد ليكون مسكنًا له ومركز مملكته، يُعلن ربنا فيه ملكوته بقوَّة، فلا تقدر نيران الخطيَّة خاصة "الأنا" أن تقترب إليه لأنه ملتهب بنار سماويَّة، بالروح القدس ذاته الذي يشكِّلها من يوم إلى يوم لعلَّها تبلغ قياس ملء المسيح، وينطلق بها من مجد إلى مجد، ليدخل بها في المسيح يسوع إلى حضن الآب وتستقر هناك إلى الأبد! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151129 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كسّر الحصون المنيعة التي تحيط بدمشق، لا ليحيا الإنسان بلا حصون، وإنما عِوض الحصون الحجريَّة يجد الرب نفسه حصنه وملجأ حياته. فإنه إذ توجد الأذرع البشريَّة الحجريَّة يتَّكئ الإنسان عليها، لذا يُحطِّمها الرب ليهبنا الأذرع الأبديَّة عِوضًا عنها، فيقول: "أُحبَّك يا رب يا قوَّتي، الرب صخرتي وحصني ومنقذي، إلهي صخرتي به أحتمي، ترسي وقرن خلاصي وملجأي" (مز 18: 1-2). لتنهدم أسوار دمشق الحجريَّة الزائلة، لكي يقدِّم لنا الله نفسه صخر الدهور سور صخر لا تقترب إليه الحيِّة، ولا تقدر أن تخدعنا ونحن فيه، ندخل إليه ونستريح فيكون سور نار إلهي متَّقد يحيط بنا ويلهب أعماقنا فنكون كالسمائيِّين "خدَّامه نارًا ملتهبة" (مز 104: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151130 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تحوَّيل بقعة آون إلى خراب بلا ساكن، وتدعى أيضًا وادي البطلان، أو وادي الأصنام... فحينما يعمل الشرّ في الإنسان يظن أنه قد أقتنى الحكمة البشريَّة القادرة أن تُغنيه، فيربح الكثير على حساب غيره، وإذا به يُقيم في قلبه واديًا للبطلان أو مركزًا لعبادة الأوثان. أنه يشتري بالشرّ فراغًا، ويقتني وراء الخبث والدهاء حرمانًا! هذا هو نصيب الأشرار الذين قال عنهم المرتِّل: "مثل الحشيش سريعًا يُقطعون ومثل العشب الأخضر يذبلون" (مز 37: 2). يموت كل عظيم "ماسك قضيب" في بيت عدن، أو في بيت البهجة والتنعُّم، فيفقد الإنسان فيه كل ما هو عظيم وما هو قوي خلال انهماكه بالملذَّات والتنعُّمات الزمنيَّة. |
||||