v يستجدي المتسوّل من أجل حرمانه ما هو ضروري، ولأنه يجد ذلك مستحيلًا أن يحرز على هذه الأشياء بطريقة مبجّلة. ربما تجد في مثل هذه الحالة أولئك الذين يُقَال عنهم يتسوَّلون ليجدوا علاجًا من اليونانيين أو البرابرة الذين يعدون بتقديم الحق. إنهم يفقدون الوسائل المجيدة اللائقة التي يقدمها اللوغوس، فيحرزون على التأمل الغزير في الحق بلا خطرٍ. لكن اللوغوس يمنع هذا الأسلوب من البحث، قائلًا: "لا تعش عيش الاستعطاء، فإن الموت خير من الاستعطاء" [28].
الوكيل (مدير الأعمال) المذكور في الإنجيل كان يخجل من أن يستعطي، فقال لمن عليه مئة كرّ قمح: خذ صكك واكتب ثمانين... (لو 16: 6-7)، مُفَضِّلًا أن يُقَلِّل من كمية دين سيده عن أن يستجدي في خزي، وقد مُدِحَ على ذلك. لذلك حَرَّر يسوع المولود أعمى من تسوّله؛ فأعطاه البصر ووهبه إمكانية الحصول على احتياجاته ما هو ضروري لخلاص نفسه (يو 9: 35-38).