كثيرًا ما كنّا في أسوإ الحالات الإنسانية، وتوقّعنا العقوبات والتأديبات الإلهية، فإذ بالله يأتي ومعه البركات والإحسانات، بل والعواطف الأبوية، والكلمات المُشجعة المُعزّية. إننا نرى ذلك بوضوح في معاملة الرب مع يعقوب، الذي ظل 20 سنة في بيت خاله الوثني لابان لم يبنِ مذبحًا، ولم يصلِّ صلاةً، ولم يشهد أن له إله حي يعبده ولا مرة واحدة. بل استعمل الدهاء والمكر في أمر ولادة الغنم (تكوين30:39)، وأخيرًا خدع خاله مستغِلاً غيابه، وهرب دون علمه، آخذًا معه امرأتيه وأولاده وغنمه. وعندما عَلِمَ خاله، سار وراءه مسيرة سبعة أيام، فأدركه في جبل جلعاد. وكان في قُدرة يده أن يصنع به شَرًّا، لكن آتى الله إليه في حُلم الليل وقال له: «احترز مِن أن تكلّم يعقوب بخيرٍ أو شرٍّ» (تكوين31:24). «وأما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله» (تكوين32:1).
فإذا كان الله صالحًا هكذا وجب علينا أن نحمده ولا نقول إلا ما هو صالح. ومن لا يحمد الصالح يقينًا ليس بصالح، بل وعلينا أيضًا «أن نعمل الصالح» (أفسس4:28)، ولا يخرج من أفواهنا إلا «كل ما كان صالحًا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين» (أفسس4:29).