يبوسة شجرة التين
20 وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ، 21 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» 22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ. 23 لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. 24 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ. 25 وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ. 26 وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ.
في الصباح تطلع التلاميذ إلى شجرة التين فوجدوها يابسة، وفي دهشة قال بطرس: "يا سيدي انظر! التينة التي لعنتها قد يبست. فأجاب يسوع، وقال لهم: ليكن لكم إيمان بالله. لأني الحق أقول لكم أن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له" [21-23].
يرى الدارسون أن الجبل المتحرك يشير إلى كل ما هو صعب، هذا وكان الحاخامات اليهود يحسبون من يفسر نصًا كتابيًا صعبًا محركًا الجبل(282).
ما هو هذا الجبل الذي بالإيمان ينتقل وينطرح في البحر إلا شخص ربنا يسوع المسيح، الجبل غير المقطوع بيدين، الذي يملأ الأرض كلها (دا 3: 35، 45). فبالإيمان ينتقل إلى النفس، كما إلى البحر ويقيم فيها. ولعل هذا الانتقال يشير إلى انتقاله من الأمة اليهودية إلى بحر الشعوب الأممية ليقيم في وسطها، ويجعل منها كنيسة له مقدسة.