|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يثق في الشريعة ينتبه إلى الوصايا، والذي يتَّكل على الربّ لا تلحقه خسارة [24]. v ما الصعب والمؤلم أو المستحيل في قول الرب: "بع ما عندك وأعطه للمساكين". لو أنه كلَّفك أن تحرث الأرض أو تخاطر في التجارة، وتتحمَّل ما يتبع ذلك من جهودٍ، لفهمت ما يعتريك من الحزن، لكنه يعرض عليك الحصول على السعادة الأبدية، بطريقة سهلة وبدون عمل أو عرق، فلماذا لا تُسرّ بسهولة الخلاص، بدلا من التحسُّر وتعريض نفسك لفقدان الأجر على عملك؟ فإذا كنت لم تقتل حقًا كما تقول، ولم تسرق، ولم تشهد زورًا، فإنك تجعل كل جهودك باطلة، حين لا تضيف إلى ذلك ما يمكنه أن يفتح لك ملكوت الله. لو تَقَدَّم إليك طبيب ليصلح لك عضوًا من أعضائك، فإنك لا تتردَّد، بل تَقْبَل ذلك بطيب خاطرٍ، فلماذا تحزن وتتضايق حين يتقدَّم إليك طبيب النفوس، وهو يريد أن يُصَيِّرَك كاملًا بأن تضيف إليك ما ينقصك جوهريًا. لا شك أنك بعيدًا جدًا عما يقتضيه حُبّ القريب، وتشهد زورًا بأنك تُحِبُّه مثل نفسك. إن ما يعرضه عليك الرب دليل قاطع على خلوِّك من المحبة الحقيقية. لأنك لو كنت قد حفظت حقًا منذ صغرك وصية الحُبّ لقريبك، وساويت ما بينك وبين أخيك، لما أمكن أن تكون لديك هذه الثروة الطائلة؟ إن الاهتمام بالفقراء يستدعي نفقات عظيمة، إذا أردنا أن ينال كل واحدٍ منهم الضروري، وأن يستفيد جميع الناس من خيرات الأرض، ويحصلوا على ما يسد حاجتهم. فمن يُحِبُّ قريبه كنفسه، ينبغي ألا يكون عنده أكثر من أخيه. من الأكيد أن عندك أملاكًا واسعة، فمن أين نشأ هذا التفاوت، إلا من إيثارِك تَمَتُّعك الشخصي على حساب سعادة الآخرين؟ فكلما زدتَ غِنَى نقصتَ حبًا. لو أنك أَحببتَ قريبك لكنت قد وَزَّعت منذ زمان طويل جزءًا من أموالك. ولكنك تتعلَّق بهذه الخيرات تَعَلُّقك بجزء من روحك. ويؤلمك حرمانك منها كما يؤلمك قطع عضو من أعضائك. القديس باسيليوس الكبير |
|