رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تضاحكه لئلا تغتمّ معه، وفي آخرتك يأخذك صرير الأسنان عليه [10]. ماذا يعني بقوله "تضاحكه"؟ حسن أن يلاطف الوالدان أبناءهما بروح مرحة خلال الابتسامة واللطف، غير أن الضحك المُبالَغ فيه يُفسِد حياة الأبناء والآباء، حيث يفقد الشخص روح الحكمة والاعتدال بدعوى إيجاد جو لطيف. نسمع عن أبناء طردوا آباءهم وأمهاتهم في شيخوختهم، وتنكَّروا لهم، وأساءوا معاملتهم، وذلك ثمرة التدليل الزائد وسوء التربية، فحصدوا شوكًا في آخرتهم عوض العنب وحسكًا بدل التين. يحتاج الوالد إلى الحكمة وإرشاد الله له، فيعرف متى يعطي ومتى يُحجم، متى يسمح للابن بالخروج ومتى يمنعه، متى يعاقبه ومتى يُلاطِفه، فإن أعطاه مالًا بمبالغة ربما يفسده، وإن لم يعطه قد يشعر بالحرمان. إذا سمح له بالخروج قد يحيط به أصدقاء السوء ويجتذبوه إلى ما يؤذيه، وإذا لم يُسمَح له كيف تنمو شخصيته وتتطوَّر من خلال المجتمع عمليًا. وإن قسى عليه ربما تضعف شخصيته ويصبح شخصية متخاذلة انسحابية؛ وإن لاطفه فقد يفسده التدليل! ولا تعطه سُلْطَة في شبابه [11]. حسن أن يبثّ الوالدان في أبنائهما روح القيادة والثقة في النفس مع الإيمان بالله واهب الحكمة والقوة والفهم. لكن المبالغة في روح القيادة والسقوط في حُبّ التسلُّط والإصرار على الرأي مُفسِد للنفس. اضغط على ضلوعه في صباه، لئلا يصير عنيدًا فيعصاك، (ويسبب لك حزنًا[7]) [12]. أَدِّب ابنك واجتهد معه لئلا يربكك بسلوكه [13]. |
|