من يصنع الشرور فعليه تنقلب، ولا يشعر ما يصدمه[28] [27].
يُحكَى عن عبدٍ مسيحيٍ تقيٍ أن بقية العبيد في القصر أبغضوه، وخطَّطوا لقتله، فذهب أحدهم ووشى به لدى السيد الذي دَبَّر له مكيدة ليقتله. فقد أمره بالمضي باكرًا عند أناس خارج المدينة يشعلون نارًا ليحضر له منهم شيئًا وكان قد اتفق معهم على قتله بإلقائه في النار حالما يصلهم. أما العبد الطيب فسمع وهو في طريقه صباح ذلك اليوم ناقوس الكنيسة، فمضى إلى هناك على أن يقضي للسيد حاجته بعد القداس. أما الذي وشى به، ففي الصباح وبعد مرور بعض الوقت على خروج العبد المسيحي من القصر، فكر في أن يتمتع برؤية العبد المسيحي وهو في النار. فلما أقبل نحو النار هجم عليه الرجال، وأسرعوا بإلقائه في النار دون أن يتحققوا من شخصيته، ودون أن يسمعوا لاحتجاجه. ولما انتهى القداس وذهب العبد المسيحي نحو المكان الذي فيه العبيد وجد نارًا قد انطفأت ولم يجد أحدًا من الناس، فعاد ليعتذر للسيد الذي دُهِش برؤياه. وبعد أن أعياه التفكير وقف على حقيقة الأمر كله وأن المسألة لا تعدو كونها وشاية، وقد عوقب الواشي بأن مات عوضًا عن ذاك الذي وشى في حقه، وهكذا ردّ الله الشر على صاحبه