طوبى للرجل الذي لا ينزلق ويسقط بسبب بفمه، ولا يُلدغ بالألم بسبب خطيته! [1]
يبدأ سيراخ حديثه عن العفة والقداسة بعفة اللسان وتقديسه. فإن كانت الخطية تُفسِد سلام الإنسان الداخلي، فغالبًا ما يشغل راغبو العفة والقداسة التخلُّص من الأفكار الشهوانية الشريرة، خاصة بالنسبة للشباب، فيحسبون الخلاص منها أمرًا صعبًا لغاية. غير أن سيراخ يمسك بمفتاح الفكر الذي يُسَبِّب التسيُّب في اللسان بين الأصدقاء. فتحت ستار "المحبة والصداقة وعدم الكلفة" لا يُدرِك الإنسان أهمية قدسية الكلام والحوار حتى في فترات المرح أو الترفيه أو المزاح. يليق بالمؤمن كسفير للسيد المسيح، أن يضع في قلبه أنه في حضرة الله الدائمة، ويطلب أن تعمل نعمة الله فيه، فتخرج كل كلمة صالحة لبنيان نفسه وبنيان أصدقائه، بل والمجتمع. إنه إنسان الله! يتحدَّث الرسول يعقوب عن اللسان كعضوٍ صغير لكنه كالدفة الصغيرة التي تدير السفينة كلها. حياتنا على الأرض هي فترة تدريب في مدرسة الحياة كيف نتمتَّع بتقديس اللسان لكي يُوجه بالنعمة كيان الإنسانٍ للتمتُّع بالعُرْسِ السماوي الأبدي.