رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأن العليَّ يمقت أيضًا الخطاة، ويجازي الأشرار بالعقاب [6]. هذا ما أوضحه القديسان يوحنا الذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهما. ولتوضيح ذلك نُقَدِّم في سطور درجات سُلّم الحب: أ. في الحضيض يميل الإنسان إلى مهاجمة الغير بدون سببٍ، فكانت بعض القبائل تهاجم القبائل المجاورة لمُجرَّد الاستيلاء على بعض ممتلكاتهم أو السيطرة عليهم. كما نلاحظ بعض الأطفال قبل أن يتعلَّموا الكلام يميلون إلى خطف ما بيد الأطفال الآخرين بالرغم من عدم استخدام ما يخطفونه. ب. إذ يصعد الإنسان سلم الحب، لا يعتدي على أخيه بلا سببٍ، بل إن اعتدى الأخ عليه يرد الاعتداء باعتداء مضاعف حتى يؤدِّبه فلا يكرر ذلك. ج. رفض الناموس الموسوي الدرجتين السابقتين، وسمح للإنسان من أجل ضعفه البشري أن يضبط نفسه، فلا يرد الاعتداء إلاَّ بذات القدر: "عين بعينٍ وسن بسنٍ". د. يمكن للإنسان المؤمن أن يسمو أكثر، فيرد الضربة بأقل منها لمُجرَّد التأديب لا القصاص. ه. ما هو أسمى أن يغفر الإنسان لأخيه عما فعله ضدّه. و. جاء السيد المسيح، فدعانا لمجد حرية أولاد الله نرد الشرّ بالخير، وليس مُجرَّد تنازل المؤمن عن حقه. ما كان يمكن البلوغ إلى الدرجة الأخيرة قبل مجيء السيد المسيح، ونوالنا نعمة البنوة لله. لذلك جاءت الوصايا في العهد القديم للإحسان إلى الإنسان التقي، وسمحت له ألاَّ يحسن إلى الشرير. منعت الوصية الإحسان للخاطئ ليس كراهية له، وإنما لكي يُراجِع نفسه ويرتد عن شرّه، ويطلب حياة التقوى. أراد الرسول أن يسند المؤمنين إخوتهم للنمو في الحياة التقوية المقدسة، إذ يقول: "فإذًا حسبما لنا فرصة، فلنعمل الخير للجميع، ولاسيما لأهل الإيمان" (غل 6: 10). |
|