v يُقال: "يطلع ينبوع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض" (تك 2: 6). إنه طلع من تلك الأرض، التي قال عنها الكتاب: "أنت هو رجائي، نصيبي في أرض الأحياء" (مز 142: 6). عندما رُويت النفس بمثل هذا الينبوع لم تكن بعد قد عطشت إلى أعماقها الداخلية بالكبرياء. لأن بدء كبرياء الإنسان هو الارتداد عن الله (راجع سي 10: 12). وإذ تنتفخ بالأشياء الخارجية بالكبرياء، تتوقَّف النفس عن الارتواء بالينبوع الداخلي. لهذا بحق يُسخَر منا بكلمات النبي القائل: "لماذا يتكبر من هو من تراب ورماد، وقد أنتنت أحشاؤه مدة حياته؟" (راجع سي 10: 9).