الحكمة ترفع بنيها، وتحتضن من يطلبها [11].
إذ يُطلَب من المؤمن أن يكون في منزلة الأب لليتيم والوليّ للأرملة [10]، ربما يشعر بالعجز عن تحقيق ذلك بكل قلبه، لذا يطلب أن تقطن الحكمة فيه، فيحمل روح الأمومة أو الأبوة الروحية، بها يشتاق مقتنيها أن يرفع الآخرين كأبناء له مع التجاوز عن السن. بقلبه يحتضن المؤمن كل إنسانٍ بالحكمة الساكنة فيه. يمكننا القول إن الحكمة الأم Mother Wisdom أبعد ما يكون عن أن تعتزل الآخرين، فمن يطلبها تحتضنه، وتهبه من سماتها، وبدوره يحتضن هو قلوب الآخرين. الذين يطلبونها: التمتُّع بالحكمة الإلهية ليس أمرًا جامدًا، إنما تتطلب النمو فيها، لذا يلزم أن نطلبها [11]، ونُحِبّها ونُبَكِّر إليها [12]، ونملكها أي نعتزّ بها [13] ونخدمها [14] ونطيعها [15] ونلتفت إليها أو ننصرف إليها [15] ونثق فيها ونتكِّل عليها [16].