يود مسيحنا أن يرفعنا بنعمته حتى نبلغ خوف البنين. فلا نخاف اللَّه كعبيد يهابون سيّدهم، يُنَفِّذون الوصيّة؛ لا من أعماقهم، إنما خشية العقوبة.
ولا نخافه كأجراء يُتَمِّمون الوصيّة لأجل الأجرة أو خشية الحرمان منها، بهذا يكون اللَّه وسيلة لا غاية، نخضع له لننال بركاته لا لنقتنيه وننعم بالشركة معه.
ولا نخافه كمجرد أصدقاء يطلبون إرضاء صديقهم.
وإنما نخافه كأبناء نُتَمِّم الوصيّة لكي تتشكَّل صورة أبينا في أعماقنا، فنتهيَّأ لشركة أمجاده. نقتنيه ويقتنينا، نعيش معه أبديًا في أحضانه!
يرى القديس أغسطينوسأن الطريق يبدأ بالمخافة ويرتقي بالإنسان على سلم القداسة حتى يبلغ إلى الحكمة "بدء الحكمة مخافة الرب".