أَجابَهُم يُوحَنَّا: أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه
كم كان جارحًا لهم أن يسمعوا من فم المعمدان هذه الكلمة: " لا تَعرِفونَه "، في وقت كانوا يدَّعون فيه أنهم "حملة مفاتيح المعرفة" (لوقا 11: 52)؛ والحقيقة فإن المسيح الذي يبحثون عنه هو بَينَهم الآن ولكنهم لا يعرفونه.
هذه الكلمات تذكِّرنا بكلمات حزقيال النَّبي " يا ابنَ الإِنْسان، أَنتَ ساكِنٌ في وَسْطِ بَيتِ تمَرُّد، لَهم عُيونٌ لِيَرَوا ولا يَرَون، ولَهم آذان ليَسمَعوا ولا يَسمَعون، لأَنَّهم بَيتُ تَمَرّد" (حزقيال 12: 2).
إن عدم خِبْرَة المعرفة هي خِبْرَة متكرّرة في الإنجيل: خِبْرَة نيقوديموس (يوحنا 3: 10)، والمَرأة السَّامرية (يوحنا 4: 29)، والرجل الأعمى منذ مولده (يوحنا 9: 36)، وخِبْرَة جميع التلاميذ بعد موت وقيامة السيد المسيح، بدءاً من مريم المجدلية التي لم تعرف الرب (يوحنا 20: 14)، حتى التلاميذ بعد قيامة الرب على بحيرة طبرية (يوحنا 21: 4).