رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جحيم في القطار خرجت - كعادتي - من منزلي في الصباح الباكر، واتّجهـت إلى محطة القطار، قاصدًا قطار بنها الذي اعتدت أن أستقلَّه يوميًا، لأذهب به إلى عملي·· وما أن أتى القطار حتى ألقيت بنفسي على أحد مقاعده ثم غُصت فى نومٍ عميق· وفجأه·· استيقظت على صوت شخص يصرخ بأعلى صوته محذِّرًا: "القطار القادم من الخلف سيصطدم بنا"· فقمت مرتجفًا على هذا الصوت، ظننت أن أحدهم يمزح مزاحًا سخيفًا· ولكن عندما نظرت حولي وجدت الناس تجري هنا وهناك، والبعض يحاول القفز من النوافذ، والآخر يلقي بنفسه من الأبواب· وهنا أدركت أن الأمر جاد، وأن الأمر خطير·· ثم حدث الارتطام·· كل هذا حدث في ثوانٍ معدودة يوم 21-8-2006 الساعه السابعه صباحًا عندما اصطدم قطار808 بقطار344 عند مدينه قليوب· هذا ما رواه واحد من المصابين الذين نجوا بأعجوبه من هذا الحادث المرعب· وإليك روايات أخرى: يروي م· م· ما حدث معه فيقول: سمعت بعض الشباب يقف ويضحك في آخر العربة ويقول: "القطار الديزل هيدخل فينا"، وهم يضحكون، يمزحون، ولا يتوقعون أن ذلك سيكون حقيقة· انتبهنا لهم· وقبل ثوانٍ معدودة، اصطدم بنا قطار المنصورة·· ورأيت أحد الشباب يسقط ميّتًا بعد أن كان يضحك منذ ثوانٍ·· وتوالت عليَّ، بعد ذلك، مشاهد الموت والدماء والدمار· وانحشرت ساقي بين الكراسي·· وانتظرت أن ينقذني أحد، لكنني لم أجد· حتي شبَّ الحريق في العربة، وشعرت أنني في مواجهة بين الحياة والموت·· فخلعت ساقي من بين الحديد خَلعًا، فانكسرت أثناء محاولاتي لإخراجها· ونظرت حولي فوجدت فتحة صغيرة في سقف القطار، فخرجت منها بصعوبة، وتبعني بعدها العديد من المصابين· ويقول ح·م·ع· معلِّقًا على مشهد النيران وما رآه من جثث وأشلاء: كان المشهد كيوم القيامة، موضِّحًا أن تزاحم الركّاب وتدافعهم نحو الأبواب جعل عربة القطار مثل الخلاط الذي يقلِّب جثثًا ومصابين وأشلاء· كل هذه الاحداث هى جزء صغير جدًا مما رواه المصابون الذين استيقظوا من غيبوبتهم بعد اصطدام القطار، ليجدوا أنفسهم بين أيدي الأطباء في المستشفيات· وقد دوِّنت هذه القصص فى جريده الاخبار فى العدد 16954 تحت عنوان: "حكايات من قليوب تهزّ القلوب"· ولقد استوقفنى فى هذه الأحداث ثلاث نقاط: 1- لقد كان الركاب نيام وآه ممن يغطّون في نومٍ عميق في خطاياهم، ولا يريدون أن يفيقوا لحظة ليرجعوا للرب من خطاياهم· يقول الكتاب عن مثل هؤلاْ «يفاجئهم هلاك بغتة» (1تسالونيكي5: 3) فلا يستيقظون إلا في العذاب الأبدي· 2- لم يصدِّقوا التحذير وكم من الناس اليوم لا يصدِّقون تحذيرًا يرسله الرب لهم من خلال كلمته، أو من خلال الأحداث التي تدور حولنا، والتي يريد بها الرب إرجاعهم وتحذيرهم؛ بل يحتقرونها ويستهزئون بها، تمامًا مثلما فعل الشباب الذين كانوا يستهزؤن بالتحذير في القطار، وما هي إلا لحظات حتى أتاهم الموت· قديمًا حذَّر نوح الناس وهو يبني الفلك (1بطرس2: 5)، بل وجاءهم تحذير عجيب من دخول الحيوانات بنظام إلى الفلك؛ ومع ذلك لم يتحذروا زمانًا طويلاً، فلم ينجُ إلا ثمانية احتموا بالفلك· كذا لمّا ذهب لوط لأصهاره وحذّرهم بأن الرب مهلك المدينة، لم يصدِّقوه بل كان كمازح في أعينهم (تكوين 19: 14)· وأعتقد أنه عندما أمطرت السماء نارًا وكبريتًا أدركوا ساعتها أنهم كانوا مخطئين، بل وأن الفرصه كانت فى أيديهم وأضاعوها· 3- كان الانتباه متأخِرًا لقد عاش الغني حياه مترفِّهة متنعمة (لوقا16: 19-26)، ولم ينتبه يومًا إلى أن هذه الحياة ستنتهي إذ كان يعيش بالاستقلال عن الله· وكان لعازر، المطروح عند بابه، هو بمثابة تحذير وضعه الله أمامه ليفيق من سباته العميق· لكنه لم يُفق رغم ذلك· لكن عندما مات الغني؛ استفاق من سباته هناك في الهاوية، فصرخ طالبًا الرحمه، ولكنه كان متأخرًا جدًا في استيقاظه، فقد فات الاوان· صديقي·· لقد ارتعب كل من رأى مشهد النيران وهي تنهش القطار والأجساد على حد سواء· ولكن كم سيكون رعب كل خاطىء لن يقبل عمل نعمة الله وفداءَه عندما يرى البحيره المتقده بالنار والكبريت «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متى13: 42) وكم كانت فرحة كل مَن نَجا من هذا الحادث المرعب عندما وجد نفسه على السرير في المستشفى· وكم سيكون فرحك عندما تأتي إلى المسيح تائبًا نادمًا على خطاياك، ومعترفًا بالميسح ربًّا وسيدًا على حياتك؛ لتنجو من الغضب الآتي· إن كانوا هم قد نجوا من موت جسدي، فهل تُقبِل للمسيح وتَقبَله لتنجو من موت أبدي؟ عمرك مش مضمون في إيديك صوت الرب ينادي عليك قول له: ارحمني·· كفايه ليه تفضل عايش في عناد وف لحظات الناس بتموت وكل مرة الفرصة تفوت بُعاد سَلِّم كلّ حياتك ليه دا العمر المضمون في إيديه |
|