تقاليد مغارة الميلاد ومن اول شخص صنع مغارة الميلاد !؟
أعتاد المسيحيون في العالم كله، أن يقيموا في ذكرى الميـلاد مغـارة إمـا من ورق، وإما من حجارة في بيوتهم وكنائسهم ويضعون في هذه المغارة تمثالاً للطفل يسوع محاطاً بتماثيل للسيدة العذراء وللقديس يوسف، ولبعض الرعاة والمجوس الذين زاروا يسوع وتماثيل لبعض الحيوانات الأليفة، وذلك كله للتذكير بميلاد السيد المسيح في مغارة بيت لحم.
ترتقي جذور هذه العادة إلى عام 1223م حين أراد القديس فرنسيس الأسيزي أن يذكر مواطنيه بميلاد يسوع الفقير فذهب إلى إحدى الغابات القريبة من بلدة أسيزي حيث توجد مغارة طبيعية فبنى في تلك المغارة مذوداً يمثل مذود بيت لحم، ووضع فيه تمثالاً خشبياً للطفل يسوع، ونثر على الأرض عشباً يابساً وأحضر حماراً وثوراً جعلهما قرب المذود. وفي ليلة عيد الميلاد، وبعد قرع الجرس تهافت الناس وهم يحملون المشاعل باتجاه هذه المغارة، وأقام القديس فرنسيس صلوات الذبيحة الإلهية في نفس المكان شارحاً محبة يسوع وحنانه الذين دفعاه ليولد فقيراً من أجلنا. ومنذ ذلك الحين جرت العادة أن تقام المغارة بمناسبة عيد الميلاد، في كنائسنا ومنازلنا وساحاتنا.
كان يريد ان يُفهم الناس ان ولادة يسوع هي في القداس لانه حاضر في القداس مثلما كان حاضراً في بيت لحم .
لكن كيف كانوا يحتفلون بعيد الميلاد سابقاً في القرون الاولى ؟؟
قرية بيت لحم من القرون الاولى يذكر التاريخ انها المنطقة التي كان المسيحيين يذهبون اليها . لكن مار جيروم يقول مع الاسف لقد بدلوا مغارة يسوع , فبدلاً من ان تكون مغارة من طين وفقيرة مثلما كانت عندما ولد يسوع فقد حولوها الى مغارة من فضة .لان المسيحيين قد بنوا كنيسة فوق المغارة الاصلية ووضعوا فيها الذهب والفضة والزينة , وبذلك فقدت المغارة الجمال والفقر التي كانت به .
وبعد ذلك انتشرت عادة بناء المغارات في كل مكان , والان كل كنيسة تبني مغارة.
الحقيقة ان اباؤنا الشرقيين والغربيين , كانوا لايهتمون بالمغارة بحد ذاتها . حيث كانوا يعتبرون المذبح هو المغارة , المذبح هو المكان الذي يولد به المسيح الحاضر بالخبز والخمر .
القديس فرنسيس اعاد المغارة الى المعنى القديم , حيث عمل مغارة وقدسها حتى يبين ان القداس هو اعادة ولادة يسوع ... كما هو ذكرى حياته وتضحيتهُ وقيامتهُ .
ومن بعد ذلك بدأت عادة تمثيل المغارة تدخل عند المسيحيين من القرن الحادي عشر . وبعضهم كانوا
يمثلون الميلاد :
فالرعاة هم الشمامسة الذين يرتلون حول المذبح , وفي بعض المدن كانوا يمثلون حتى المجوس . ومهما تعددت ديكورات واشكال المغارات فهي واحدة , كما ان القلب الذي يولد به يسوع.
إن أردت...
إن أردت..أن تكون أنسان بل وأعظم إنسان في العالم، اركع وصلِّ بتواضع وانسحاق القلب أمام المغارة معترفاً بحاجتك إلى ميلاد الرب.
إن أردت.. أن تنتصر على شهواتك وتتخطى همومك ومشاكلك، ارفع قلبك ويديك إلى السماء ورنم مع الملائكة المجدلله في الاعالي وعلى الارض السلام وتضرع إلى الله...
إن أردت.. أن تنال غفران خطاياك، وتتذوق محبة الله ورحمته الواسعة، توسّل إليه بدموع التوبة والندامة طالبا شفاعة القديس يوسف حامي العائلة المقدسة وحارس المغارة.
إن أردت.. أن تغفر للمذنبين إليك ولم تستطع لضعف بشريتك، أنظر إلى طفل المغارة الذي غفر لك وللأعداء وتعلّم منه، في صمت وخشوع، كيف تتغلب على الشر بالخير!
إن أردت.. أن تكون حياتك مقبولة عند الله، افتح قلبك للفقير واستقبله ببشاشة وأعطه من وقتك ومن خدماتك الرحيمة وصلِّ معه ومن أجله.
إن أردت.. أن تحب الله من كل قلبك وقريبك مثل نفسك.. وتحظى بالفرح وراحة الضمير تأمل في كلمة الله واحفظها في قلبك ، على مثال مريم العذراء ام يسوع وامنا.
إن أردت..أن تزيل عنك الشك، والقلق، والاضطراب وتتغلب على الإحباط والفشل واليأس والحزن، استمدّ النور والقوة من الله في خلوتك معه.. وإن فعلت كل هذا، ستكون حقا أعظم وأقوى إنسان في العالم، لأنك رفعت معك، إلى الله، الكون والبشريّة كلها!
