رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُعلمنا مثل الوَزَنات ثانيًا عدم التَّشبه بالخَادِم الثَّالث الأخير الذي لم يفكر إلاَّ في نفسه، ولم يَقُمْ بأيِّ جَهدٍ لاستثمار الوَزْنَة التي سُلمت إليه فيُمجِّد بها الله. قام بحراستها ولم يستثمرها، قام بذلك بدافع الخَوف (متى 25: 25) النَّابع من معرفة مغلوطة لسَيِّده وانعدام الثِّقة به. وهكذا اخذ يبرَّر كسله بالطَّعن في سلوك سَيِّده والانتقاد الذي وجَّهه إليه ووصفه بشخص طمّاعٍ (متى 25: 24). ولزم جانب الأمان وحماية نفسه من سَيِّده القاسي الشَّديد، فحُكم عليه التَّقوقع على نفسه. إنه يعاني من عدم الثِّقة في نفسه، ويشعر نفسه أنه أضعف من أن يؤدِّي عملا كبيراً، ويجد المُبرِّرات لعجزه عن بلوغ الهدف؛ فالعَالَم بحاجة إلى صاحب الوَزْنَة الواحدة كما هو بحاجة إلى صاحب الوَزَنات الخَمْس. فكلٌّ من المؤمنين يبني في جسد الكنيسة كل منهم بحسب مقدار مواهبه ونوعها. ولكن لا بدَّ في الإدَّاء أن يُكمِّل الواحد الآخر (أفسس 4: 11-16)؛ وفي هذا الأمر، صدق إبراهيم لنكولن، رئيس الولايات المتحدة، حين قال "إنَّ الله يحب عامة الشَّعب لأنه خلق الأغلبية منه. إنَّنا في حاجة ماسة إلى الإنسان العادي الذي يؤدي عمله اليومي عن رضاء وضمير صالح مغتبط"؛ فالرَّجُل صاحب الوَزَنات الخَمْس لن يقدر أن يفعل شيئا بدون تعاون صاحب الوزنتين أو الوَزْنَة الواحدة. |
|