نلاحظ عدم المُساواة في توزيع الحِصص، ولكن هناك مُساواة في منح الفُرص والإمكانات، إنَّه يطالب "كُلاًّ مِنهم على قَدْرِ طاقَتِه" (متى 25: 15). فمن استثمر وزنتين يُكافا مكافأة متساوية مع الذي استثمر الوَزَنات الخَمْس، وهي دخول نعيم سَيِّده: " أَحسَنتَ أَيُّها الخَادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ " (متى 25: 21). ونجح الخَادِمان في استثمار وَزَناتهم لأنهما عرفا أن سَيِّدهما شخصًا مُعطاءً (متى 25: 20، 22) فبادلاه بالمِثل. ونعلم من الكتاب المقدس أنَّ الرَّبّ سيأتي ثانية للدَّينونة؛ وهذا لا يعني أن نكفَّ عن أشغالنا لنخدم الله، بل أن نستخدم أوقاتنا ووَزَناتنا ومواهبنا بكل اجتهاد لنخدم الله في كل ما نفعله. ينبغي أن نستخدم ذكائنا وطاقاتنا وإمكانياتنا ومواهبنا في تقدّم البشرية جمعاء كي تنمو وتخصب وتكثر، كما فعل بولس الرَّسول إذ يقول: " أَفتَخِرَ يَومَ المسيح بِأَنِّي ما سَعَيتُ عَبَثًا ولا جَهَدتُ عَبَثًا" "(فيلبي 2: 16).